الخميس، 11 مارس 2010

تطوير مدينة القاهرة فى العصر الإسلامى تطور مدينة القاهرة من نهاية العصر الفاطمى إلى نهاية العصر المملوكى 923 هـ/1517م .

مدينة القاهرة فى العصر الفاطمى "358 إلى 567هـ" .
أنشأ جوهر الصقلى مدينة القاهرة عام 358 هجرى على شكل مربع وذلك تأثر بعمارة بلاد المغرب فقام بإنشائها شمال عواصم مصر التاريخية الثلاث (الفسطاط ، العسكر ، القطائع) فقام ببناء أسوارها من الطوب اللبنى بحيث يجعل فارسين يسيرين عكس بعضهما فوق السور حسب ما رواه المقريزى واستمر ذلك السور طيلة ثمانين سنة وبنى بالقاهرة من الداخل شارع عظيم عرف بشارع المعز جعل عن يمينه أو شرقه القصر الشرقى وفى غربه القصر الغربى وفى الجنوب الشرقى الأزهر ولقد تجددت هذه الأسوار زمن الوزير بدر الجمالى فبانها من الحجارة ووسع الأسوار وجعل الأبواب تتقدم فنجد من الشمال بابا النصر وباب الفتوح وفى الجنوب باب زويلة وباب الفرح وفى الشرق باب البرقية وباب القراطين (الباب المحروق) وفى الغرب باب سعادة وباب القنطرة حيث توجد عند قنطر تصل بينه وبين ميناء المقس على خليج أمير المؤمنين .
القاهرة فى عهد وزارة صلاح الدين 564هـ-567هـ (1168م – 1171م) :
قام صلاح الدين بتجديد أسوار القاهرة الفاطمية فقط وجعل سمكها من الحجارة أقل من سمك سور الفاطمى القديم بحيث يسير جندى من المشاة واحد فقط.
القاهرة فى عهد حكم صلاح الدين (567هـ - 589هـ) (1171م– 1193م):
نلاحظ أن صلاح الدين قد غير مفهوم القاهرة الفاطمية الشيعية القائم على أساس أن القاهرة للأسرة الحاكمة وللأمراء وللقواد وللجيش الشيعى فقط دون سائر المصريين الذين يدخلون للبيع والشراء فقط دون السكنة فقام بهدم السور الجنوبى وذلك لتلتحم مدينة القاهرة مع باقى عواصم مصر الثلاث السابق الإشارة إليهم وبنى سور خارجى ضم عواصم مصر التاريخية الأربع (الفسطاط – العسكر – القطائع – القاهرة) وقام بإنشاء قلعة الجبل شرقى القاهرة فى السور على نشز من جبل المقطم وحصنها خارجياً فقط وجعلهاً مقراً للحكم وبذلك انتقل الحكم من القصور الفاطمية الزاهرة إلى قلعة الجبل (571هـ - 579هـ) قام بمصادرة أموال الفاطميين من الأمراء والقواد بعد أن ألقى القبض عليهم وحبسهم وصدرت أموالهم لصالح بيت المال نتج عن توسعه القاهرة من ناحية الغرب خليج أمير المؤمنين الذى أصبح يمر وسط المدينة أمر صلاح الدين الناس بأن يخططوا القاهرة فارتفعت كثافتها السكانية من المصريين وإنشاء خط للأفرنج بالقاهرة وهم الأسرى الصليبيين الذين رفضوا العودة إلى بلادهم وعملوا فى بلاد الشرق وعرف المصريين خطهم باسم خط النصارى وقام صلاح الدين بنقل خطبة الجمعة والصلاة الجامعة من الأزهر فى الجنوب إلى جامع الحاكم فى الشمال وأنشأ برج الظفر فى الجهة الشمالية الشرقية (ثلاثة أرباع الدائرة) وأنشأ فى الجهة الشمالية الغربية برج المقس المستدير على النيل .
القاهرة فى عهد خلفاء صلاح الدين (589هـ-648هـ) (1193م–1250م) :
تولى الحكم الملك الكامل فى عام (615هـ - 635هـ) (1218م – 1233م) فقام باستكمال قلعة الجبل فأنشأ الأجزاء الباقية منها وهى الجزء السكنى وجزء الاسطبلات وجزء الميدان المعروف بالميدان الأسود أو قره ميدان وقام بنقل دار الوزارة الفاطمية من داخل القاهرة إلى دار الوزارة الأيوبية بالقلعة وأمر بتحويل دار الوزارة الفاطمية إلى دار العدل للقضاء وأنشأ المدرسة الكاملية بشارع المعز للتعليم الحديث ثم تولى الحكم الصالح نجم الدين أيوب (637هـ - 647هـ) (1235م – 1249م) فقام بإنشاء مدرسته الصالحية بشارع المعز واستغل الروسوبات الطمية الفعلية فى جنوب القاهرة والتى كونت جزيرة الروضة فأنشأ بها قلعة .

القاهرة فى عهد المماليك (648 – 923هـ) (1250 – 1517م) :
نلاحظ أن القاهرة المملوكية فى عصر الظاهر بيبرس (658هـ - 676هـ) فنجد الظاهر بيبرس يقوم بعدة أعمال بالقاهرة كان أولهما أن أخرج أفراد البيت الفاطمى من السجن وقام بجعلهم يبيعون ممتلكاتهم وقصورهم وضياعهم لبيت مال المسلمين بيعاً شرعياً ثم أمر أمراء المماليك أن يشتروها من بيت المال شراء شرعياً ، أنشأ مدرسته الظاهرية بشارع المعز وأنشأ مسجده الدفاعى فى شمال القاهرة خارج أسوارها فى منطقة الحسانية فأدى إلى توسعها من جهة الشمال فيما بعد وفى عهده غلب اسم مصر القاهرة أو القاهرة مصر على باقى عواصم مصر التاريخية وفى عهده تم إنشاء خط للمغول المسلمين الذين وفدوا إلى مصر نتيجة زواج السلطان الظاهر بيبرس من ابنة السلطان بركة خان زعيم المغول القفجاق الذهبية ثم أنشأ الميدان الصالحى نسبة للسلطان الصالح نجم الدين أيوب وذلك فى منطقة غرب القاهرة حيث الجزر والأرض الرسوبية التى كونها نهر النيل وسمى هذا الميدان بهذا الاسم لاعتراف المماليك بفضل أستاذهم نجم الدين عليهم ونجد أن باقى سلاطين المماليك اهتموا بالعمارة والإنشاء فى القاهرة فنجد المنصور قلاوون ينشأ مجموعته المعمارية بشارع المعز (قبة ومدرسة بيمارستان) ونجد فى عهد السلطان كتبغا أتت هجرات وثنية مغولية من إيران فأنشأ لهم خط فثار عليه الشعب المصرى وأحرق خطهم وقام بخلع السلطان كتبغا مما أدى فى النهاية تولى السلطنة الناصر محمد بن قلاوون والذى قام بعدة أعمال كان أهمها أن حدد أسوار القلعة وحدد أسوار القاهرة وأنشأ مسجده الجامع بالقلعة وأنشأ مدرسة بالقاهرة وأنشأ قناة للمياه لتصلها إلى القلعة بدلاً من قناة صلاح الدين وعمل من أجل ذلك أربع سواقى ترفع المياه إلى القلعة عبر سور صلاح الدين لم يتبقى منها سوى ساقية عرب اليسار .
وفى عهد السلطان الظاهر برقوق جعل الناس تقوم بشراء الأراضى من بيت المال واستبدالها بعد أن كانت للأمراء فقط وفى عهد السلطان قانصوة الغورى قام بعمل قناة لتوصيل المياه إلى القلعة بدلاً من قناطر الناصر محمد وقام بتجديد سور مجرى العيون الذى أنشأه الناصر محمد وتجدد على يد السلطان قايتباى ثم الغورى وأخيراً على يد محمد على .
ملاحظات هامة :
1- الجزر الرسوبية من عهد الظاهر بيبرس إلى عهد الخديو إسماعيل لم يتم التغير فى حركتها إلا نادراً .
2- كانت المبانى تبنى فى القاهرة بالأحجار والأخشاب وكانت شوارعها تعبد بالبلاطات الحجرية الملساء وكانت شوارعها تضاء بالمسارج الفخارية والمشكاوات الزجاجية .
3- كانت أغلب الأبنية فى العصر الأيوبى والمملوكى للسلاطين يبنى واجهاتها الرئيسية على الشوارع الرئيسية بينما المنشآت المعمارية للأمراء كانت تبنى وجهاتها الرئيسية فى الشوارع الجانبية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق