الخميس، 11 مارس 2010

القبــــاب الأيوبية والمملوكية

تنوعت القباب في العصر الأيوبي والمملوكي سواء من حيث مادة البناء أو الشكل أو الغرض أو المسمى ، فنجد :
أولا من حيث المسمى : القبة الضريحية هي التي تبنى فوق ولي من أولياء الله الصالحين مثل قبة الإمام الشافعي أما قبة الدفن فهي التي تبنى فوق سلطان ما أو أمير من الأمراء قد توفى مثل قبة دفن السلطان الصالح نجم الدين أيوب أو قبة دفن شجر الدر وقبة دفن الخلفاء العباسيين في العصر الأيوبي أو قبة دفن المنصور قلاوون في مجموعته وقبتي دفن مدرسة أم السلطان شعبان وقبة دفن مدرسة تتر الحجازية وغيرها .
ثانيا من حيث الغرض : فهناك قبة بغرض أن تعلو الدفن والضريح كقبة دفن الأمير صرغتمش عن يمين الإيوان الشمالي الغربي والثانية القبة التي تعلو المحراب مثل قبة محراب مدرسة صرغتمش وجامع الناصر محمد بالقلعة وجامع الظاهر بيبرس بالظاهر .
ثالثا من حيث مواد البناء : نجد أولا القباب الخشبية المصنعة بصحائف من الرصاص في العصر الأيوبي كقبة ضريح الإمام الشافعي وفي العصر المملوكي قبة محراب الظاهر بيبرس والتي كانت :
(1) من الطوب الأجر كقباب دفن الصالح نجم الدين أيوب ، شجر الدر ، والخلفاء العباسيين في العصر الأيوبي وكجامع الناصر محمد بالقلعة وقبة مجموعة المنصور قلاوون التي سقطت .
(2) وأما من الأحجار مثل قباب مدرسة صرغتمش والسلطان حسن والأشرف خليل وغيرهـم .
رابعا من حيث الشكل : القباب السمرقندية الشكل بأنواعه المختلفة البصلي وذو قبة الطولية في مدرسة صرغتمش وكذلك القبة السمرقندية الخشبية بجامع السلطان حسن وقد سقطت وحل محلها قبة حجرية مغولية والقباب النصف دائرية كقباب دفن الصالح نجم الدين وشجر الدر والخلفاء العباسيين في العصر الأيوبي وفي العصر المملوكي نجد من القباب الكروية قبتي مدرسة أم السلطان شعبان وجامع الناصر محمد بالقلعة وغيرهم .

تطوير مدينة القاهرة فى العصر الإسلامى تطور مدينة القاهرة من نهاية العصر الفاطمى إلى نهاية العصر المملوكى 923 هـ/1517م .

مدينة القاهرة فى العصر الفاطمى "358 إلى 567هـ" .
أنشأ جوهر الصقلى مدينة القاهرة عام 358 هجرى على شكل مربع وذلك تأثر بعمارة بلاد المغرب فقام بإنشائها شمال عواصم مصر التاريخية الثلاث (الفسطاط ، العسكر ، القطائع) فقام ببناء أسوارها من الطوب اللبنى بحيث يجعل فارسين يسيرين عكس بعضهما فوق السور حسب ما رواه المقريزى واستمر ذلك السور طيلة ثمانين سنة وبنى بالقاهرة من الداخل شارع عظيم عرف بشارع المعز جعل عن يمينه أو شرقه القصر الشرقى وفى غربه القصر الغربى وفى الجنوب الشرقى الأزهر ولقد تجددت هذه الأسوار زمن الوزير بدر الجمالى فبانها من الحجارة ووسع الأسوار وجعل الأبواب تتقدم فنجد من الشمال بابا النصر وباب الفتوح وفى الجنوب باب زويلة وباب الفرح وفى الشرق باب البرقية وباب القراطين (الباب المحروق) وفى الغرب باب سعادة وباب القنطرة حيث توجد عند قنطر تصل بينه وبين ميناء المقس على خليج أمير المؤمنين .
القاهرة فى عهد وزارة صلاح الدين 564هـ-567هـ (1168م – 1171م) :
قام صلاح الدين بتجديد أسوار القاهرة الفاطمية فقط وجعل سمكها من الحجارة أقل من سمك سور الفاطمى القديم بحيث يسير جندى من المشاة واحد فقط.
القاهرة فى عهد حكم صلاح الدين (567هـ - 589هـ) (1171م– 1193م):
نلاحظ أن صلاح الدين قد غير مفهوم القاهرة الفاطمية الشيعية القائم على أساس أن القاهرة للأسرة الحاكمة وللأمراء وللقواد وللجيش الشيعى فقط دون سائر المصريين الذين يدخلون للبيع والشراء فقط دون السكنة فقام بهدم السور الجنوبى وذلك لتلتحم مدينة القاهرة مع باقى عواصم مصر الثلاث السابق الإشارة إليهم وبنى سور خارجى ضم عواصم مصر التاريخية الأربع (الفسطاط – العسكر – القطائع – القاهرة) وقام بإنشاء قلعة الجبل شرقى القاهرة فى السور على نشز من جبل المقطم وحصنها خارجياً فقط وجعلهاً مقراً للحكم وبذلك انتقل الحكم من القصور الفاطمية الزاهرة إلى قلعة الجبل (571هـ - 579هـ) قام بمصادرة أموال الفاطميين من الأمراء والقواد بعد أن ألقى القبض عليهم وحبسهم وصدرت أموالهم لصالح بيت المال نتج عن توسعه القاهرة من ناحية الغرب خليج أمير المؤمنين الذى أصبح يمر وسط المدينة أمر صلاح الدين الناس بأن يخططوا القاهرة فارتفعت كثافتها السكانية من المصريين وإنشاء خط للأفرنج بالقاهرة وهم الأسرى الصليبيين الذين رفضوا العودة إلى بلادهم وعملوا فى بلاد الشرق وعرف المصريين خطهم باسم خط النصارى وقام صلاح الدين بنقل خطبة الجمعة والصلاة الجامعة من الأزهر فى الجنوب إلى جامع الحاكم فى الشمال وأنشأ برج الظفر فى الجهة الشمالية الشرقية (ثلاثة أرباع الدائرة) وأنشأ فى الجهة الشمالية الغربية برج المقس المستدير على النيل .
القاهرة فى عهد خلفاء صلاح الدين (589هـ-648هـ) (1193م–1250م) :
تولى الحكم الملك الكامل فى عام (615هـ - 635هـ) (1218م – 1233م) فقام باستكمال قلعة الجبل فأنشأ الأجزاء الباقية منها وهى الجزء السكنى وجزء الاسطبلات وجزء الميدان المعروف بالميدان الأسود أو قره ميدان وقام بنقل دار الوزارة الفاطمية من داخل القاهرة إلى دار الوزارة الأيوبية بالقلعة وأمر بتحويل دار الوزارة الفاطمية إلى دار العدل للقضاء وأنشأ المدرسة الكاملية بشارع المعز للتعليم الحديث ثم تولى الحكم الصالح نجم الدين أيوب (637هـ - 647هـ) (1235م – 1249م) فقام بإنشاء مدرسته الصالحية بشارع المعز واستغل الروسوبات الطمية الفعلية فى جنوب القاهرة والتى كونت جزيرة الروضة فأنشأ بها قلعة .

القاهرة فى عهد المماليك (648 – 923هـ) (1250 – 1517م) :
نلاحظ أن القاهرة المملوكية فى عصر الظاهر بيبرس (658هـ - 676هـ) فنجد الظاهر بيبرس يقوم بعدة أعمال بالقاهرة كان أولهما أن أخرج أفراد البيت الفاطمى من السجن وقام بجعلهم يبيعون ممتلكاتهم وقصورهم وضياعهم لبيت مال المسلمين بيعاً شرعياً ثم أمر أمراء المماليك أن يشتروها من بيت المال شراء شرعياً ، أنشأ مدرسته الظاهرية بشارع المعز وأنشأ مسجده الدفاعى فى شمال القاهرة خارج أسوارها فى منطقة الحسانية فأدى إلى توسعها من جهة الشمال فيما بعد وفى عهده غلب اسم مصر القاهرة أو القاهرة مصر على باقى عواصم مصر التاريخية وفى عهده تم إنشاء خط للمغول المسلمين الذين وفدوا إلى مصر نتيجة زواج السلطان الظاهر بيبرس من ابنة السلطان بركة خان زعيم المغول القفجاق الذهبية ثم أنشأ الميدان الصالحى نسبة للسلطان الصالح نجم الدين أيوب وذلك فى منطقة غرب القاهرة حيث الجزر والأرض الرسوبية التى كونها نهر النيل وسمى هذا الميدان بهذا الاسم لاعتراف المماليك بفضل أستاذهم نجم الدين عليهم ونجد أن باقى سلاطين المماليك اهتموا بالعمارة والإنشاء فى القاهرة فنجد المنصور قلاوون ينشأ مجموعته المعمارية بشارع المعز (قبة ومدرسة بيمارستان) ونجد فى عهد السلطان كتبغا أتت هجرات وثنية مغولية من إيران فأنشأ لهم خط فثار عليه الشعب المصرى وأحرق خطهم وقام بخلع السلطان كتبغا مما أدى فى النهاية تولى السلطنة الناصر محمد بن قلاوون والذى قام بعدة أعمال كان أهمها أن حدد أسوار القلعة وحدد أسوار القاهرة وأنشأ مسجده الجامع بالقلعة وأنشأ مدرسة بالقاهرة وأنشأ قناة للمياه لتصلها إلى القلعة بدلاً من قناة صلاح الدين وعمل من أجل ذلك أربع سواقى ترفع المياه إلى القلعة عبر سور صلاح الدين لم يتبقى منها سوى ساقية عرب اليسار .
وفى عهد السلطان الظاهر برقوق جعل الناس تقوم بشراء الأراضى من بيت المال واستبدالها بعد أن كانت للأمراء فقط وفى عهد السلطان قانصوة الغورى قام بعمل قناة لتوصيل المياه إلى القلعة بدلاً من قناطر الناصر محمد وقام بتجديد سور مجرى العيون الذى أنشأه الناصر محمد وتجدد على يد السلطان قايتباى ثم الغورى وأخيراً على يد محمد على .
ملاحظات هامة :
1- الجزر الرسوبية من عهد الظاهر بيبرس إلى عهد الخديو إسماعيل لم يتم التغير فى حركتها إلا نادراً .
2- كانت المبانى تبنى فى القاهرة بالأحجار والأخشاب وكانت شوارعها تعبد بالبلاطات الحجرية الملساء وكانت شوارعها تضاء بالمسارج الفخارية والمشكاوات الزجاجية .
3- كانت أغلب الأبنية فى العصر الأيوبى والمملوكى للسلاطين يبنى واجهاتها الرئيسية على الشوارع الرئيسية بينما المنشآت المعمارية للأمراء كانت تبنى وجهاتها الرئيسية فى الشوارع الجانبية .

تطور مدينة القاهرة فى العصر المملوكى الجركسى

تطور مدينة القاهرة فى العصر
المملوكى الجركسى
أولاً : العصر المملوكى الجركسى (784 – 923هـ) :
- لقد شهدت مصر عامة والقاهرة خاصة ظهور الطاعون الأسود منذ العهد الأخير للمماليك البحرية حتى أن الميراث فى عهد الناصر حسن بن قلاوون يورث فيه البيت خمس مرات فى يوم واحد ، مما أدى إلى عجز فى نظام "الطباق الصغير" فتغير فى عهد المماليك الجراكسة بأن أتوا بالمماليك الشباب مما نتج عنه أزمات اقتصادية أثرت على النواحى المعمارية والتوسعية لمدينة القاهرة باعتبارها عاصمة الدولة ومركز ثقل الخلافة العباسية فى مصر .
- نلاحظ أنه فى عهد :-
(1) الظاهر برقوق :
جعل الناس تقوم بشراء الأراضى الفاطمية واستبدالها من بيت المال بعد أن كانت قاصرة على الأمراء فقط ، مع أننا نلاحظ أنه بداية من عهده بدأ التخطيط المعمارى التوسعى لمدينة القاهرة يتغير عن عهد المماليك البحرية مثل المدارس والخانقاوات والمنشآت التجارية ، وهذا واضح فى الخانقاة التى أنشئها بشارع المعز لدين الله كما قام بإعادة بناء خانقاة سعيد السعداء .
(2) عهد الظاهر فرج بن برقوق :
نلاحظ أن عصر هذا السلطان تميز بأنه بدأ ينشئ فى منطقة خارج نطاق القاهرة البحرية فى منطقة الصحراء المعروفة "بالقرافة" شرقاً حيث وضع بذرة التعمير فيها بإنشائه خانقاته فيها ، كما أنه قام بتغير معمارى فى نظم المدارس البنائية مثل تطوير مدرسة جوهر القنقبائى سنة 840هـ .
(3) عهد المؤيد شيخ :
بدأت تظهر الفلوس النحاسية فى عهده فأثرت بالتالى على النواحى الاقتصادية والمعمارية ، مما دعا إلى الإنشاء على المبانى القديمة داخل مدينة القاهرة ، مما أدى إلى ظهور فكرة إقامة المبانى الجركسية على المبانى السابقة داخل القاهرة وذلك للأزمة الاقتصادية ولضيق المساحة داخل القاهرة أو تغير بعض معالم بعض المبانى أو تحويلها إلى مبانى أخرى .
ومن أمثلة ذلك : بناء مسجده الجامع عند باب زويلة الجنوبى حيث جعل مئذنتى المسجد أعلى البوابة ولم يكمل قبته الثانية وجعل به "منظرة" ليرى جيوشه وهى خارجة للحرب .
(4) عهد السلطان برسباى :
استمرت الأزمة الاقتصادية واضحة الظهور ، والذى اضطر لمعالجتها بأن اشترى كل تجارة الشرق وبيعها للغرب بمعرفته ، فالشيء الذى بدينار يبيعه بعشرة دنانير مما أدى إلى رواج فى النواحى المعمارية ، وقام ببناء مسجده الجامع فى المنطقة الشرقية ، وقام برسباى أيضاً ببناء دار لصناعة السفن بالقرب من ميناء بولاق مما أدى إلى تعمير المنطقة ، ولقد تجددت دار الصناعة بها فى عهد العثمانيين ومحمد على .
كما قام أيضاً بإعادة حفر خليج الإسكندرية الذى عرف فى عهد محمد على بترعة المحمودية وذلك ليصل مياه النيل من القاهرة إلى الإسكندرية ، وقد ساعده هذا الخليج فى غزو جزيرة قبرص فى ثلاث حملات بحرية .
كما أنه أوقف مدخلات هذا الخليج للإنفاق على بيمارستان الناصر محمد ، كما أنه استخدم هذه الأموال فى الإنفاق على أماكن تخزين البضائع وذلك لتصديرها لتجار جنوة والبندقية حسب سياسة الاحتكار ، كما أنه قام بتجديد الوكالات التى فى مواجهة قياصر الناصر محمد بن قلاوون ، وأقام فى أخر هذا الشارع بتحويل بيت الأمير "بيسرى البحرى" إلى خان وقام بعمل ثمانية حواصل بدلاً من أربعة مما يدل على ضخامته .
كما أنه قام بمد الشارع الأعظم وأعاد البناء حوله حيث أنشئ فندق فى إحدى جوانبه لاستراحة التجار .
كما نلاحظ ظهور منطقتى دار البلح ودار الكتب بالقرب من منطقة بولاق ، فاستغلها السلطان برسباى فى توسعة المدينة .
(5) عهد السلطان الأشرف إينال :
شهد عصره أكبر أزمة اقتصادية فى تاريخ الدولة الجركسية أثرت بالتالى على المبانى حيث صغرت مساحة المنشآت مما أدى إلى كثافة المبانى فى الخطط وتزاحمها وظهور المجموعات المعمارية (تضم جامع ومدرسة وسبيل وخانقاة) وتنظم الأوقات فيها بين المصلين والطلاب والصوفية بمواعيد منتظمة .
(6) عقد السلطان جقمق :
استقر النيل فى منطقة أخرى فعمل السلطان جقمق رصيف أخر ووسع ميناء بولاق مما جعل النيل يصل بين فرعيه رشيد ودمياط ، مما أدى إلى الاتساع العمرانى على جانبيه .
(7) عهد السلطان قايتباى :
أكمل العمران حول امتداد الشارع الأعظم الذى ابتدائه برسباى فبنى على الناصية وكالة وعند الأزهر وكالة هما الباقيتان من ذلك العصر ، وبنى أماكن أخرى كالحمزاوى وخان الخليلى ، ونظراً للإقبال على تجارة الشرق قام بإنشاء ميدان القبق (وهو عمود رخامى فى نهايته دائرة فى وقت السلطان يوضع داخلها عصفورة من الذهب ، أما فى الأوقات العادية يوجد أى هدف أخرى لتمرين الجنود على التصويب أمام السلطان) ، كما أنه أنشئ حديقة بهذا الميدان تشبه الحديقة التى توجد فى ميدان الصوالجة فى قصر الجوسق الخاقانى فى قصر سامراء ، كما أنه وسع بذلك ميدان القبق الذى عرف منذ عهد الناصر محمد بن قلاوون وتعمرت هذه المنطقة والتى عرفت بالدرب السلطانى والذى يوازى شارع صلاح سالم حيث خانقاة فرج بن برقوق ومجموعة السلطان قايتباى ومسجد الأشرف برسباى ويسير المماليك من هذا الطريق إلى القلعة حيث ينتهى الطريق بما يسمونه "عين المرسى" باب النصر ثم القاهرة (الطريق الشمالى) .
(8) عهد السلطان قانصوة الغورى 906 – 922هـ :
نلاحظ أن الأزمة الاقتصادية استمرت فى عهد قانصوة الغورى وخاصة بعد اكتشاف البرتغاليين طريق رأس الرجال الصالح والذى أودى باقتصاد دولة المماليك مما أثر على النشاط المعمارى والتوسعى لمدينة القاهرة وأدى إلى مصادرة الأوقاف والبناء عليها كما أنه قام بعمل قناطر جديدة لتوصيل المياه إلى القلعة بدلاً من قناطر الناصر محمد بن قلاوون وقام بتجديد سور مجرى العيون بعد تجديدات السلطان قايتباى به ، كما أنه قام بإنشاء عدد من الوكالات التجارية بالمنطقة التجارية الرئيسية بالشارع الأعظم حيث خان الغورى والقيصرية مثل خان الخليلى حيث نهاية القصر الكبير الشرقى الفاطمى ومقابر الفاطميين مثل تربة الحسين (رضى الله عنه) ، ولا ننسى أن الأمير جهركسى الخليلى هو الذى هدم مقابر الفاطميين وأنشئ خان الخليلى وجعل فيه مكان للنوم ومكان للبضائع ولا أحد يبيع ولا يشترى فى هذا المكان إلا بإذنه ، فجاء الغورى وهدم هذا المكان وأنشئ وكالته المعروفة بدلاً منها وخان الخليلى الباقى الآن هو الثلثين مما سبق ، والغورى بنى فى هذه المنطقة جامع وسبيل وحوش وكتاب ، ولقد دفن بالحوش السلطان طومان باى .
فنجد تجارة الترانزيت الدولية تستقر فى القاهرة قبل أن تتجه إلى الإسكندرية فبنى لهم السلطان الغورى سوق بمعنى دكاكين من الناحيتين وكذلك أنشئ السويقة لبيع الخضروات والفاكهة أما السوق فكان لبيع شيء محدد مثل سوق الحرير ، سوق العطاريين ، وفى العصر العثمانى تجارة البن .
(9) عهد السلطان طومان باى :
قام بتحصين أسوار القلعة وحفر خندق حول القاهرة للدفاع عنها ضد العثمانيين .
يتضح مما سبق أن توسع مدينة القاهرة فى العصر المملوكى الجركسى يتضح أنه مرتبط بظاهرتين أساسيتين :
الأولى : البناء فوق المبانى القديمة داخل المدينة وذلك نظراً للأزمة الاقتصادية ولضيق المساحة .
الثانية : التوسع الاطرادى وهو الذى نلاحظه فى التعمير حول المراكز التجارية مثل ميناء بولاق ، والدرب السلطانى

أساليب زخارف الخزف وأشكالها فى العصرين العباسى والعبيدى الفاطمى

كان لوقوع بلدان الشرق الأوسط على شواطىء الأزهار أثرا كبيراّ فى إبتكار العديد من أنواع الخزف منذ أقدم العصور.
وقد سار الخزافون المسلمون فى بداية عهدهم على نهج الأساليب الصناعيةالقديمة لفترة زمنية وجيزة ، لكن سرعان ما تمثل هؤلاء الخزافون هذه الصناعة، وابتكرو أنواعاّ جديجة من الخزف تبتعد كلية عن أصولها الأواى سواء من الناحية الصناعية أو وقد أفادت الحضائر التى أجريت بالمدن الأسلامية الأولى مثل الفسطاط وسامراء والرى ونيسايور فى الخروج بمادة لها أهميتها فى التعرف على أنواع الخزف المبكروه ومحاولة تصنيفة وتاريخه، وإن قابل الأثريون صعوبات كثيرة نظرا لتدخل صناعة الخز ف فى كثير من البلدان من ناحية أخرى، هذا بالإضافة إلى عدم جدية الحفائر الأولية من الناحية العلمية .وما ان وجدت المحاولات الجادة التى قام بها العلماء أمثال بزارد وزارة وصد تسفليد حتى إنجلت بعض الملامح الهامة للخزف الأسلامى المبكر.
والذى سرعان إن ما أتخذ لنفسه خصائص وسمات عامة مميزة، سواء أن كانت فى أساليب الصناعة أو الزخرفة.وتأتى مرحلة تنفيذ الزخارف للخزف الإسلامية فى المرحلة الرابعة من مراحل الصناعة.
- المرحلة الرابعة من مراحل صناعة الخزف :.
ويتم فيها طلاء الأوانى وزخرفتها ، وفى هذه المرحلة يظهر الذوق الفنى، وهى عملية عملية معقدة متشعبة، فالخزف يحتاج قبل الزخرفة إلى طلائه بدهان غالباّ ما يكون ابيض اللون ، لكى تظهر عليه الزخارف ويعرف هذا الطلاء بإسم البطانة، التى هى عبارة عن طينة سائلة تطلى بها الأوانى قبل حرقها، فتلتصق بها ألتصاقاّ تاماّ ولا تنفصل عندها بحال ما،
وهذا لا يتحقق الإ إذا كانت خامة الطلاء من نوع ينكمش بنسبة تعادل مع نسبة إنكماش ملينة الإناء نفسه عند تعريضهما معاّ للحريق وبعد طلاء الأناء بالبطانة، ترسم فوقه الزخارف.
وللزخرفة طرق متعددة تختلف من نوع لأخر، وبخاصة فى الخزف الأسلامى حيث نجد به أنواع عديدة، فهناك زخارف المينائى كما هو الحال فى خزف مدينة الرى فى القرن الثالث عشر، والبريق المعدنى الذى بدأ ظهوره فى الخزف الصفوى فى إيران.
كذلك الزخارف المرسومة فوق الدهان ، والمرسومة تحت الدهان . والمقصود هنا بكلمة دهان هو الطلاء الشفاف الزجابى ، وتنقسم الدهانان إلى نوعين، دهانات شفافة، وأخرى غير شفافة فهى مظلمة تحجب ما تحتها ولهذين النوعين ثلاثة أقسام:.
القسم الأول :.
طلاء قلوى ، وهو يحتوى على كمية كبيرة نسبيا من الصودا أو البوتا سا ويستعمل هذا الطلاء أساسا للحصول على اللون الفيروزى (الترجوازى).
القسم الثانى:.
دهانات رصاصية وهى تحتوى على كمية كبيرة من أكسيد الرصاص، وهى أكثر شيوعا من الدهانات القلوية لسهولة تلوينها إلى معظم الألوان.
القسم الثالث :.
طلاءات فلدسبانية وهى تحتوى على كمية كبيرة من الفلدسبات ، ولاتستعمل هذه الطلاءات إلا فى الخزف المحروق فى درجة حرارة مرتفعة جدا ، كالخزف الأبيض على أنه يمكن الحصول ألوان متعددة من الأكاسيد المختلفة وفيما يلى بيان ببعض الأكاسيد والألوان المستخرجة منها :.
أكسيد النحاس: وهو يعطى اللون الأخضر، ولو أضيفت إليه مادة الصودا يعطى اللون الأخضر الفاتح، ولو أضيفت مادة رصاصية يعطى اللون الأخضر الزمردى .وبإضافة قليل من أكسيد الحديد يعطى اللون الأخضر الفيروزى.
أكسيد الحديد: من خواص الحديد إعطاء اللونين الأصفر الداكن والبنى، وهو لا يصلح مع الدهانات القلوية، وإذا أضيفت إليه مادة المنجنيز أعطى اللون الأسود، ومع اليورانيوم يعطى اللون الأصفر.
أما إذا أحرق مع دهانات رصاصية فإنه يعطى لوناً أحمر برتقالياً ، وإذا زادت هذه النسبة أصبح الدهان الشفاف مظلماً، وذلك هو الحال بالنسبة للخزف مدينتى تشنكال ومورفت. من مدن الدرنيك ذو اللون البرتقالى.
أكسيد المنجيز: وهو يعطى اللون البنى، وإذا أضيف إليه الكوبلات والصودا أعطى اللون البنفسجى، وبإضافة الحديد إليه يعطى اللون البنى المحروق واللون الأسود.

أكسيد اليورانيوم:. يعطى اللون الأصفر الفاتح، وبإضافة قليل من الحديد إليه، يعطى الأحمر البرتقالى ويعطى مع المواد القلوية لوناً عاجيأ.

أكسيد الأنتيمون :. يعطى اللون الأصفر، وإذا أضيف إليه الذنك أعطى لونا أصفر، فاتحاً، ومع الحديد يعطى لوناً أصفر داكنا.

أكسيد الكروم :. ومن خواصه إعطاء اللون الأخضر، ومع المواد الرصاصية يعطى لوناً أخضرمائلا إلى الأحمرار، وإذا أضيف إليه القصدير والجير أهطى اللون الأحمر.

أكسيد القصدير:. وهو يعطى اللون الأبيض كما يحول الطلاء الشفاف معتما.

وبعد أن عرضنا طريقة زخرفة الخزف وكيفية أستخدام الأكاسيد لأخراج اللون . سوف نعرض الأن كيفية زخرفة كل نوع على حدا وأشكال زخارفه وألوانه.
وكما ذكرنا أن الخزف الإسلامى تعددت أنواعه والتى يمكن تقسيمها كالأتى:.
خزف ذو زخارف بارزة:.
وتتم زخرفة هذا النوع بعد أن يتم تشكيله على الدولاب بالشكل المطلوب، ينقش عليه الزخارف قبل جفافها تماما. وبعد جفاف الأنية يصب عليها طبقة من الدهان الملون ثم توضع الأنية فى فرن ساخن فتتفاعل طبقة الهان مع جسم الأنية بتأثير الحرارة ويصبح للدهان لمعة خفيفة، ولهذا النوع لون واحد فقط ، إما أخضر،أو أزرق ،أو ذهبى أو أحمر.
زخارفه:
الأشكال الهندسية:
عبلرة عن أشرطة متقاطعة، دوائر، معينات .
الزخارف النباتية:.
عبارة عن مراوح نخيلية أو أنصاف مراوح أو أوراق نباتيه قريبة من الطبيعة أو محورة عنها الرسوم الحيوانية ورسوم الطيور: كانت محورة عن الطبيعة أو قريبة منها ، ومعبرة عن الحركة ، وبعضها مختل من ناحية النسب التشريحية. أما عن الكتابات الكوفية فمنها مقرؤة ومنها غير مقرؤة.
وكان هذا الخزف معروفاً فى كل من إيران والعراق ومصر وظل مستعملاً بها حتى القرن الثالث الهجرى 3 هـ -9هـ .
وخلاج العلماء من دراستهم لهذا النوع من الخزف بإن الأنواع التى عليها زخارف حيوانية ورسوم طيور من إقليم مصر ، والتى تشتمل على زخرفة كتابية كوفية وزخرفة نباتية وعقود من العراق وإيران.
وقد حاول العالم يزارد أن يرجع هذا النوع من الخزف المحتوى على رسوم حيوانية وطيور محورة عن الطبيعة إلى العصر الساسانى المتأخر نظراً للتشابة الموجود بين زخارفه وزخارف المعادن التى من هذا العصر الأخير.
إلا أن وجود توقيعات الصناع المسلمين بالخط الكوفى على هذا الخزف قدر على هذه النظرية.

- خزف ذو زخارف محزورة أو مكشوطة (الجيرى):.
وينقسم هذا الخزف إلى قسمين ، محزوز وهو الأقدم عهداً وخزف وكشوط ، ويعتبر أحدث من الأول تعقد طريقة صناعته..
زخارفه:.
رسوم أدمية وطيور وحيوانات محورة عن الطبيعة ومختلفة من ناحية النسب التشريحية ، لكنها معبرة عن الحركة إلى حد كبير.
والزخارف النباتية تفريعات نباتية من مراوح نخيلية أو أنصاف مراوح.
كتابات كوفية محصورة داخل مناطق، زخارف هندسية.
وقد حاول بزارد أن ينسب هذا النوع من الخزف إلى العصر الساسانى المتأخر نظراً لوجود تشابه بين زخارفه وزخارف المعادن الساسانية المأخرة ، إلا أن هذا الرأى غير صحيح أيضا لأنه عثر على أطباق من هذا النوع عليها كتابات إسلامية ترجعها إلى العصر العباسى .
ألوانه:
سمنى أو أخضر أو أصفر ، ويتميز خزف القرن الثالث منه بوجود بقع من اللون البنى الداكن أو الأخضر وهو متأثر بخزف كان ستورد من الصين يسمى خزف تانج.


خزف مرسوم تحت الطلاء أو فوقه:.
عثر على هذين النوعين من الخزف فى حقائر مدينة سامراءظن لذا أعتقد الأثريون أنه من صناعتها فقط ، إلا أن الحفائر التى أجريت بمدينه ساوه والرى والسوس والفسطاط أثبتت وجود هذا النوع من الخزف فيها وإن إختلفت العجينة، فى كل لإقليم عن الأخر مما يؤكد وجود أكثر من مركز صناعة لهذا النوع من الخزف.
وتتم زخرفة هذا النوع بعد أن يتم تشكيل الانية على الدولاب ، تحرق حرقاً أولياً ثم تدهن ببطانة من لون فاتح غالباً ما تكون باللون الأبيض وتترك لتجف، ثم يرسم عليها الزخارف المطلوبة والتى تكون بلون أخضر أو أزرق ثم تترك لتجف ثم يصب عليها طبقة من الطلاء الشفاف . وتوضع فى فرن ساخن لتتفاعل طبقة الطلاء وتتحول إلى طبقة مزججة . ويلاحظ أن زخارف هذا النوع من الخزف تكون مححدة الخطوط وألوانها شديدة الزهو . هذا بالنسبة للخزف المرسوم تحت الطلاء. أما الخزف المرسوم فوق الطلاء فى أنه بعد دهان الأنية باللون الفاتح يصب عليه مادة الطلاء الشفاف ثم تترك الأنية باللون الفاتح يصب عليه مادة الطلاء الشفاف ثم تترك لتجف ، بعد ذلك يرسم على سطح الطلاء بالألوان السابقة وهى الأخضر أو الأزرق . ويلاحظ أن زخارف هذا الخزف لا تكون محددة الحطوط، وتبدو باهته لأنها مرسومة على مادة الطلاء.
زخارفه:.
الزخارف الهندسية مثل الدوائر والمثلثات المتداخلة والأشكال النجمية وأحياناً ما تتداخل هذه الزخارف مع أشكال نباتية .

الزخارف النباتية: تكون على هيئة أوراق نباتية طبيعية أو محورة عن الطبيعة، او رسوم نخيل أو مراوح نخيلية أو أنصاف مراوح .

الزخارف الكتابية: إقتصرت بعض زخارف هذا النوع من الخزف على كتابة كلمة أو جملة بالخط الكوفى البسيط أو الكوفى المورق، وتكون هذه الكتابة مقروءة ، وفى بعض الأحيان غير مقرؤة، كما أشتمل هذا الخزف على توقيع الصناع بأسمائهم.
وأحيانا ما تقتصر الزخرفة على شريط من الكتابة الكوفية تكون توقيعا من الصناع على قاعدة الأناء أو فى وسط وجهه.
وهناك نوع أخر من هذا الخزف المرسوم تحت الطلاء , ظهر فى إيران فى القرن الثالث الهجرى متأثر بالخزف المستورد من الصين المعروف بخزف أسرة تانج، وزخارفه عبارة عن بقع من اللون الأزرق أو الأخضر موضوعة بترتيب معين ، ويتوسطها شكل هندسي عباره عن كتابات كوفيه تشبه الخراطيش الكتابيه الصينيه.

- الخزف الايراني المتطور : ويتكون هذا الخزف من سلاطين عميقه عجينتها برتقاليه ، اما الزخارف الموجوده عليها فمحدده بخطوط سوداء او ارجوانيه ويملا داخلها باللون الاصفر او الاخضر ، وزخارف النوع الايراني البحث متطوره عن الزخارف التي وجدت في العراق ،حيث اشتملت الي جانب الزخارف الهندسيه والنباتيه والكتابيه علي رسوم ادميه ورسوم حيوانات وطيور ، و الملاحظ ان الوان هذا الخزف زاهيه جدا وبها ترتيب واتقان . ووجد علي هذا الخزف رسوم طيور محوره عن الطبيعه الي حد كبير ورسوم ادميه تجربيه.
وهناك نوع من الخزف الايراني يحتوي علي رسوم طيور باللون الاسود علي مهاد ابيض او العكس ، ويعرف هذا الخزف باسم خزف السلويت.
* الخزف ذو البريق المعدني:
ويعتبر الخزف ذو البريق المعدني من احسن ما ابتكره المسلمون من انواع الخزف ، وهو لم يكن معروفا قبلا الاسلام .
ولكنه عرف في العالم الاسلامي كله منذ القرن 3هـ/9م علي اقل تقدير ، وعرف بصفه خاصه في مصر قبل ذلك بقرن من الزان اي منذو بدايه التصف الاول من القرن 2هـ/8م .
وتتم زخرفه هذا النوع كالاتي يتم تشكيل الانيه علي الدولاب ، ثم يغطي هذا الاناء بطبقه من البطانه ثم يحرق حرق اوليا.
ثم يطلي الاناء بالطلاء الزجاجي الابيض المعتم ، ثم يدخل الفرن ليحرق حرقا ثانيا لكي يثبت هذا الطلاء الزجاجي المعتم .
وتتم زخرفه الاناء باءن يرسم عليه بمزيج مكن من مواد مختلفه قوامها الكبريت واكسيد النحاس الاحمر وبراده الحديد وتذاب هذه المواد في حامض ( مثل الخل ) ويتكون من ذلك سائل يستخدمه الخزاف او الفنان في رسم عناصره الزخرفيه.







ثم يدخل الخزاف الاناء بعد ذلك الفرن يحرق المره الثالثه حرقا بطيئا فيكون الفرن نار هادئه او بعباره اخري تكون هؤاوه قليلا ودخانه كثيرا وليس به لهب – لان الفرن الشديد الحراره قد يوثر في السائل المعدني الذي رسمت به الزخارف – لكي يثبت هذه الزحارف عليه ، حيث تتحول الاكاسيد المعدنيه باءتحاد مع الدخان الي طبقه معدنيه دقيقه جدا الهالون ذهبي او بريق معدني .
الوانه :معظمه ذو بريق ذهبي يتراوح مابين اللون الاحمر القرمزي علي ارضيه بيضاء ، او الاصفر الذهبي ، او الاخضر الزيتوني
زخارفه:تعددت انواع الزخارف المستعمله في منتجات الخزف ذي البريق المعدني ، ويمكن تقسيم التكوين الزخرف و العناصر الزخرفيه المستعمله الي الانواع الاتيه :
1- مجموعه ذات تكوين هندسي بخت باشكال منتظمه بسيطه او مركبه.
2- مجموعه ذات عناصر وزخارف نباتيه فقط ، نجد فيها ان العناصر والارضيات حولها تملاها زخارف داخلها " تحشيرات" متوازيه ومتقابله ومتعرجه ونقط في دوائر او مربعات او معينات وبقع متلاصقه .
3- نوع يعتمد اساسا علي العناصر الزخرفيه المكونه من اشكال حيوايه او ادميه او رسوم طيور ، مع عناصر مكمله اخري من الوريقات او النباتات .
4- كما نجدها ايضا زخارف نباتيه محوره غير متقنه شبه اسلوب سامر ، وقد ملئت هذه الزخارف النباتيه بنقط مطموسه وفروع نباتيه تملا ارضيه الاناء كله منتظما احيانا وغير منتظم في احيانا اخري.
فالزخارف النباتيه المتقنه الرسم والمتكرره الوحدات الزخرفيه تنسب الي ايران.
- القطاع ذات الزخارف غير المتقنه وذات اللون الارجواني تنسب الي العراق وسامرا بصفه خاصه.
وقد قسم العلماء الخزف ذي البريق المعدني المعدني تقسيما اقليمي يعتمد علي اللون البريق وعجينه

1- الخزف الي العراق ولاسيما سرامرا.
ويتميز هذا الخزف علي احتوائه:
- زخارف نباتيه عباره عن مراوح نخيليه ثلاثيه الفصوص او مرواح نخيليه محبحه واشكال ازهار محوره عن الطبيعه.
- وجود تحشرات مائله ونقاط مطموسه وحلزونات دائريه.
- يتميز خزف سامرا الجمال وبهجه الوانه التي تتكون من اللون الذهبي المصفر او الاحمر الارجواني .
وقد عرفت سامرا انتاج البريق المعدني متعدد الالوان واتخذت اشكالا مختلفه من هذا الخزف

2- خزف منسوب الي ايران :
ويتميز هذا الخزف باحتوائه علي:
-رسوم ادميه وحيوانيه وطيور وزخارف نباتيه وكتابات كوفيه .
تميزت الرسوم الحيوانيه ازها متناليه من ناحيه النسب التشريحيه وبها نعتبر شديد عن الحركه .
- رسمت الرسوم الاداميه بطريقه اصطلاحيه تشبه الي حد كبير رسوم الفن التجريدي الحديث .
- وينقسم الخزف الايراني لنوعين:
*خزف عرقي ايراني : ويتميز هذا الخزف باءن زخارفه قاصره علي الاشكال البنائيه والهندسيه باءحجام كبيره ، وبداخل الوريدات الزخرفيه نقاط مطموسه.
خزف ايراني بحت : وتيميز بالرسوم الادميه والحيوانيه والطيور الزخارف النباتيه والهندسيه والكتابه الكوفيه . مع وجود نقاط منتظمه محصوره داخل مناطق محدده.
*الخزف المنسوب لمصر:
استعمل المصريون كل انواع الزحرفه سواء منها العراقي باسلوب مدينه سامراء او بالاسلوب المحل المصري لاسيما ورسوم الطيور والاسماك والمراكب الشرائيه.
الخزف ذي البريق المعدني في العصر الفاطمي في مصر:
استمرت التقاليد الفنيه التي عرفت في العصر الطولوني في الخزف ذي البريق المعدني في العصر الفاطمي حيث ، اقتبست كثيرا من الوحدات الزخرفيه المتاثره بطرار سامراء.
غير انه بمعني الوقت ظهر طراز جديد عبر عن روج الثراء والترف الذي عاشه الدوله الفاطميه وظهر في كل منونهم التطبيقيه سواء علي الخزف او المعادن الزجاج او النسيج وغير ذلك .
واذا كانت نظريات العلماء قد تضاربت حول نشاه البريق المعدني ، فاءنه لايوجد شك في ان البريق المعدني الفاطمي مصنوع في مصر لاسيما مدينه الفسطاط علي ايدي صناع وصلنيين ، وعلي الرغم من ان حريق الفسطاط الذي حدث في اوامر العصر الفاطمي قضي علي الكثيرمن التحق الفاطميه ذات القيمه ، بالاضافه الي وقت الشده العظمي ، فاءن ما وصلنا لايزال يعملي فكره جيده عن هذا الخزف وخصائصه الفنيه ، فهو خزف سميك الجدران ، يمثل عجينه الي الحمده ، والوان البريق مجدوده . يغلب عليها اللون الذهبي ، الاازها يمثل الي الحمده او الوان الاصفر او اللون الاخضر الزيتوني علي ارضيه بيضاء ، كما يتميز هذا الخزف بوجود توقيعات الصناع علي قواعد الاواني او في باطنه ، وتنقسم زخارفه الي ما يلي:
- رسوم ادميه:
ظاهر علي الخزف البريق المعدني رسوم ادميه يميزت في اغلب الاحيان باحتلال النسبالتشريحيه الي حدما وان بدع الفنان في التعبير عن الحركه ، كما يمتزت سحن الاشخاص بوجود العيون اللوزيه القبطيه.
تمثل رسوم الخزف ذي البريق المعدني الفاطي نوعان من الموضوعات ، حياه البلاط والحاشيمه وعليه القوم ومسراتهم من لهو ولعب وصيد وشراب ، وحياه الكادتين من العامه ومظاهر الحياه اليوميه في العصر الفاطمي وفي ضوء هذين الموضوعين زخرف الخزاف الفاطممي ادواته منها:
- مناظر الشراب : شاعت علي الخزف ذي البريق المعدني الفاطمي رسوم .
- مجالس الشراب التي تمثل باكثر من هيئه ، كان يرسم امير جالس علي وساده ويمسك في يده كاسا وفي اليد الاخري ابريق الشراب .
مناظر الراقصات بعضهن بملابس كامله ، والبعض الاخر عاري الساقين وتتميزهنا هذه المناظر كما وصلنا بالحيويه والتعبير الشديد عن الحركه.
- مناظر الموسقين :
ظهرت علي الاطباق الفاطميه مناظر تمثل موسقي ام موسيقيه تعرف علي اله العود او بعض الالات الاخري ، والجالسين مستمعون للعارف او العازفه في ودع شديد.
- مناظر الصيد :
زخرفت بعض الاطباق بمناظر الصيد ، والتي يكون فيها الفارس ممتطيا جواده ويصوب نحو الفرسيه وظهر ما يعرف بابازدار ( وهو الفارس المخصص لحمل جوارح الصيد ) في تلك الفتره.
- مناظر الالعاب الشعبيه:
ومن المناظر الادميه الشعبيه في العصر الفاطمي منظر لعبه التحطيب التي لا تزال معروفه في صعيد مصر.
وصورت لنا رسوم البريق المعدني المصري مناظار من الحياه اليوميه عند الكاد حيث من الناس .

- الرسوم الدينيه :
وجد علي اطباق البريق المعدني لرسوم القساويه واخري عليها رسم للسيد المسيح حولها هاله مستديره .
ومن المعروض ان هذه الرسوم قد صنعت في العصر الفاطمي ، وهي التي اراد بها العالم بتلر اثبات ان البريق المعدني اصله من مصر من العصر القبطي ، الا ان هذه القطاع عليها توقيعات الصناع الذين ينسون الي الفتره الفاطميه.
- الرسوم الحيوانيه:
زخرفت الاواني الخزفيه الفاطميه ذات البريق المعدني بعده رسوم حيوانيه ، لعل اهمها واكثرها رسم الارنب ، ونلاحظ ان رسم الارنب بصفه عامه في الفن الفاطمي له ارجل طويله وذيل طويل بدرجه اخلت بالنسب التشريحيه .
ويرسم الارنب اما منفردا كموضوح رئيسي يحيط به اوراق نباتيه ثلاثيه ويتدلي من فمه ورقه نباتيه ، او يرسم مكررا مع محموعه اخري متعاقبه او يدخل في تشكيل تكوين زخرفي جميل من النوع المعروف .
والملاحظ ان الخزافيين الفاطمين برعوا في التحكم في ماده البريق بدرجه مزهله بحيث استطاعو ان يرسموا بها اعقد الزخارف وادقها .
ومن الرسوم الحيوانيه التي شاع رسمها علي البريق المعدني الفاطمي ، رسم الخيونات الخرافيه المجنحه المعروفه باءسم " الجريفين" ، تبقيمنها اعداد كبيره معظمها محفوظ بمتحف الفن الاسلامي بالقاهره.
منها ما هو بحبسم اسد وراس ارنب او جسم اسد وراس صقر .او علي هيئه حصان له اجنحه.
ومن الملاحظ ان الحيوان الخرفيالمصور براس نسر او صقر عرف ايضا في المعادن الفاطميه وصنع منه تمثال من البرونز يعرف باسم " عقاب بيرا".
كما زخرفت بعض الاطباق الخزفيه ذات البريق المعدني برسوم الغزلان ، وهي ترسم اما مفرده او داخل تكوين زخرفي من عناصر هندسيه او نباتيه.
- رسوم الطيور:
مثلث علي اطباق البريق المعدني الفاطمي عده اشكال لرسوم الطيور مثل " الطاووس" او العصافير الصغيره او الغربان او الديك اشكال نجمه او ترسم مفرده بدون اطار او طائرين متقابلين او متدابدين بينهما شجره الحياه.
- الزخارف النباتيه :
زخرفت الاطباق الخزفيه الفاطميه بعده عناصر نباتيه بعضها قريب من الطبيعه مثل المراوح النخخليه وانصافها والورقه النباتيه الثلاثيه وورقه العنب والتفريعات الحلزونيه بالاضافه الي الزخارف النباتيه المرسومه باءسلوب سامراء العراقي ، وكانت هذه الزخارف ترسم اما مفرده او داخل تكونيات زخرفيه من رسوم ادميه او حيونيه او كتابه.
- الكتابات الكوفيه:
استخدم الخزافون الفاطميون الكتابات الكوفيه المورقه كعنصر زخرفي حليت به حواف بعض الاطباق ، وكانت هذه الكتابات مقرؤة في اغلب الاحيان ، واحيانا ما تستخدم الكتابات نفسها كموضوع زخرفي .
والي جانبهذه الزخارف استخدم الخزافون الفاطميون رسوما هندسيه كثيره تميزت بصعوبتعها ودقه ادائها .
كما ان الخزافيون الفاطميون استطاعوا ان يطوروا طريقه جديدة فى الزخرفة هى الخزف ذى البريق المعدني لاظهار التفاصيل او العضلات في جسم الانسان او الحيوان .
كما اسطاعوا ان يجمعوا بين ماده البريق المعدني والالوان في رحقه واحده.
ويحتفظ متحف الفن الاسلامي والمتاحف العالميه والمجموعت الخاصه بامثله رائعه من الخزف ذي البريق المعدني ، يحمل بعضها اسماء الخزافين او الدهانين او المزوقين الذين قامو بصناعتها ، وينفرد متحف الفن الاسلامي باءقتناء التحفه الوحيده الؤرخه من البريق المعدني الفاطمي المعروف باءسم " غبن " وهو طبق مزخرف بمجموعه منت المراوح النخيليه والزخارف النباتيه التي تشبه اسلوب سامراء الثالث ، وعلي حافه الطبق شريط كتابي من الكتابه الكوفيه علي ارضه بيضاء ، وهو يعتبر من اروع الامثله التي وصلت لنا من العصر الفاطمي .
هنا نكون القينا الضوء علي اساليب واشكال زخارف الخزف في العصرين العباسي والفاطمي.

الثلاثاء، 9 مارس 2010

العثمانيون فى ميزان الحضارة

اتهمت الدولة العثمانية بأنها سبب تأخر وركود العالم العربى والإسلامى، وأن الأتراك العثمانيين لم يكن لهم أى دور فى الحضارة الإنسانية عامة والإسلامية خاصة، ولقد إستمرت هذه النظرة القاتمة خلال فترة الإحتلال الأجنبى للبلدان العربية، وخلال الفترات اللاحقة له .
فنجد مثلا أن الدكتور عبد الرحمن زكى يصف الفترة العثمانية بالظلمة العثمانية، التى حلت بمصر والعالم العربى، متأثرة بالمدرسة الإستشراقية الإنجليزية، فى كتابه "تاريخ القاهرة وآثارها من عام 969م-1825م على الرغب من أنه يناقض نفسه فى هذا الكتاب حيث يشير إلى المدارس والأسبلة والعديد من الكتاتيب والحمامات والقصور والمتنزهات والقناطر التى أنشأها العثمانيون، ويشير كذلك إلى بدائع صنعهم .
كذلك الكثير من المتأثرين بحركة التتريك التى قام بها الإتحاديون فى أواخر عهد الدولة العثمانية خاصة فى الشام والعراق، متناسين فى ذلك كون هؤلاء الإتحاديين من يهود الدونمة، وأنهم من كانوا يتولون زمام الأمور فى الدولة العثمانية منذ خلع السلطان عبد الحميد الثانى عام 1909م، خاصة أن عصر هذا السلطان عصر محاولة تعريب الدولة العثمانية لولا وقوف الإتحاديين أمامه خاصة شاعر الإتحاديين كامل نامق .
ولن ينس التاريخ أن العثمانيين لم يفرضوا لغتهم على أمة من الأمم، بل تركوا حرية التعبير بلغة كل شعب مع جعل لغة المراسلات السياسية، والأحكام الإقتصادية وغيرها من دوائر الدولة الرسمية باللغة التركية العثمانية، أما اللغة العربية فهى لغة الدين والقضاء والمعاملات اليومية، بل ولغة الكثير من العلوم وما كتبه الجبرتى فى التاريخ والكيمياء باللغة العربية منا ببعيد .
ثم لندع الآثار العثمانية لتتحدث عن مدى رقى وحضارة هذه الدولة فمن الذى إخترع "المسدس والبندقية " وهو سؤال عند إجابته سيتبادر إلى الذهن صموائيل ماكت، حيث أشارت الوثائق والرسومات وما تحتفظ به المتاحف العالمية والتركية، من بنادق خفيفة ومتوسطة وبنادق حصار ومسدسات لتدل على أن العثمانيين قد أخترعوها قبل الأمريكان بكثير .
ويعرف المسدس فى اللغة العربية باسم "بالغدارة" أما ماكت فقد إخترع المسدس القلاب، ولم يخترع المسدس بل إن إختراعه عبارة عن مرحلة من مراحل تطوير المسدس العثمانى .
وعلى الصعيد الجغرافى فإن أقد خرائط لأمريكا الشمالية والجنوبية وقارة إنتركتيكا الجنوبية المتجمدة والتى قد رسمها قائد البحر العثمانى الرايس بيرى وهى تعد أقدم خرائط لقارتى أمريكا الشمالية والجنوبية، وفيها نجده قد حدد عليها أسماء المرافأ والحيوانات التى تعيش بها مثل الجاموس البرى الذى قضى عليه الأمريكيون، وقد خطط هذه الدراسة فى ستة مجلدات محفوظة بمتحف "طوبقابو سراى" فى إستانبول .
أما عن قارة انتركتيكا فهذه القارة يؤكد إكتشافها فى عام 975هـ/ 1569م وهذه القارة إكتشافها الأوربيون فى عام 1952م بالأقمار الصناعية، ومن الغريب أن خرائط الرايس بيرى يطابق ما صورته الأقمار الصناعية، مما يستدعى الباحثين فى الدراسة فى هذا الموضوع .
وعلى الناحية التاريخية والعمرانية فإن العثمانيين قاموا بنسخ كافة العلوم الإسلامية فى مختلف العصور إلى لغتين التركية والعربية وليس أدل على ذلك، من كتاب السيرة النبوية لابن هشام، والذى ترجمه إلى التركية العثمانية آلتى برمق والذى مازال مسجده قائما بالقاهرة العثمانية للآن، بالإضافة إلى رحلة أوليا جلبى الذى وصف شوارع وبيمارستانات القاهرة وكذلك كتاب الرغبة فى طلب الحسبة لعبدالرحمن الشيرزى محتسب تبريز فى عصر الدولة الإيلخانية والذى نسخ إلى العربية فى عهد الدولة العثمانية، وكتاب الرتبة فى طلب الحسبة لعبدالرحمن الشيرازى فى عهد الدولة التيمورية والذى نسخ إلى العربية وغيرها من كتب الطب والعمران .
أما المؤلفات التى ترجع إلى علماء الدولة العثمانية فمنها كتاب " موقف العقل والعلم والعالم من رب العالمين وعباده المرسلين " لشيخ الإسلام مصطفى صبرى آخر مفتى للدولة العثمانية والذى وضع فيه القواعد المنهجية لدراسة الأفكار المتباينة بين شعوب العالم الإسلامى فى تلك المرحلة حتى عصرنا الحاضر .
ولا ننسى أن الدولة العثمانية كانت ثالث دولة على مستوى العالم فى إدخال أسلاك البرق، كذلك كانت رابع دولة على مستوى العالم فى إنشاء السكك الحديدية، وما قطار سكة حديد الحجاز الذى كان يربط من إسلامبول حتى المدينة المنورة مرورا ببغداد ودمشق والقدس ويافا حتى بئر سبع والفرما (بورسعيد بمصر حالياً)، وشمال الحجاز حتى المدينة المنورة، للدلالة على تسابق الدولة العثمانية الحضارى مع الدول الأوربية .
ويذكر السلطان عبد الحميد الثانى فى مذكراته "أنه لما اشتد خطر التجارب الأوربية فى إنشاء مناطيد وطائرات حربية ولا تستطيع الدولة العثمانية أن تملك ذلك، فكرت فى أن أغلبهم فى البحر وأن أنشئ الغواصات البحرية، وبدأت التجارب وعندما ذهبت لأفتتح هذا المشروع خلعونى عن عرش الخلافة، وأرسل الإنجليز والألمان أعوانهم فأخذوا الأبحاث العلمية والأوراق والغواصة، وقتلوا مهندسى الدولة كى لا ينتشر الخبر، خاصة أننى كنت أقيم تلك التجارب فى السر خوفاُ من الأوربيين إلا أنهم علموا ".
وعلى المسار الفنى لم يهمل العثمانيين فنون التصوير مع مراعاة أحكام الشرع فى عدم التجسيم، والبعد الثالث، كذلك أهتموا فى أواخر عهدهم بالسينما الصامته التى تصور الحياة اليومية والمجتمع فى الدولة العثمانية .
كما أن سياسية الأنفاق العسكرية فى الحروب، وأول عملية إنزال فى التاريخ الحربى فى العالم حدثت على يد السلطان محمد الفاتح عند فتحه لمدينة القسطنطينية 857هـ/1453م .
وعند ظهور علم الآثار انتبهت الدولة العثمانية لخطورة هذا العلم وكيفية توظيف أوربا له فى إحياء النعرات القديمة لتفتيت الدولة العثمانية، فبدأ السلطان عبد الحميد الثانى يرسل العيون لمتابعة حفائر الإنجليز والألمان فى العراق وخاصة أنه تبين من خلال سجلات المخابرات العثمانية أنهم كانوا يبحثون عن البترول فى العراق و كان ذلك فى عام 1907م ، حينها قام السلطان عبد الحميد بطرد الإنجليز والألمان وأرسل بعثة للبحث عن البترول فى العراق وبدأ يعد لحملة لإنشاء مصانع لتكرير البترول فى العراق لولا أن هذه المشروعات قد توقفت لخلعه عام 1909م.
ولا ننسى فضل العالم الألبانى الكوسوفى حسان سابستيور الذى أخترع أول طائرة طارت فى إسلامبول بدون محرك فى عهد السلطان عبد الحميد الثانى والبندقية ذات الروحين والذى قبض عليه سفير البلغار فى صوفيا أثناء عودته لكوسوفا مع السفير الروسى وأخذوا المخططات والإختراعات والسلاح الروسى فى تلك المرحلة كله من فكرة وتصميم هذا العالم المسلم العثمانى.
مما دفع السلطان عبد الحميد الثانى إلى جمع مهندسى الدولة العثمانية محاولين درأ هذا الخطر وذلك عبر إختراع السهام النارية الطائرة التى تعرف بالصاروخ وأقدم مخطوط به هذه التصميمات للصاروخ لضرب الطائرات يرجع للعصر العثمانى محفوظ بمتحف برلين بألمانيا ويكف على تحقيقه أحد الباحثين حالياً.
وهكذا يتضح أن العثمانيين لم يكونوا ضد الحضارة والعلم كما أدعى الغربيون وتلاميذتهم ومن تأثر أو صار على نهجهم.
هذه المقالات تعبر عن آراء أصحابها ولا دخل للمدونة بذلك

الاثنين، 8 مارس 2010

أصل الأتراك العثمانيين (العثمانيين أتراك، وليس كل الأتراك عثمانيين)

تعد القبائل التركية من أكثر الشعوب إمتداداُ على مستوى قارة آسيا فهم ممتدون من سيبريا وتركستان الشرقية المحتلة شرقاُ حتى الأناضول وبعض أجزاء أوربا غرباُ، لذا يقسم الباحثين، الأتراك عند دراستهم إلى قسمين :
*القسم : الأول : أتراك الشرق، وهم ترك سيبريا ووسط آسيا وبعض أجزاء من القوقاز والبلقان .
والثانى : ترك الغرب وهم أتراك الأناضول حتى أدرنة بأوربا الشرقية .
وعند الحديث عن إسلام الأتراك علينا أن نعلم أن بداية عهدهم بالإسلام ترجع إلى عهد الخليفة الراشد الثانى عمر بن الخطاب (13-23)هـ، إلا أن تدفقهم فى الدخول فى دين الله أفراجاُ يبدأ مع العصر الأموى (41-132)هـ .
ومن أشهر العلماء الأتراك الأوزبك الذين مازال مجهودهم العلمى مستمراُ أثره حتى الآن الإمام البخارى صاحب "صحيح البخارى" الجامع لأحاديث الرسول "صلى الله عليه وسلم" وهو من مدينة بخارى فى أزوبكستان الآن، والإمام مسلم صاحب "صحيح مسلم" وهو من سمرقند عاصمة أزوبكستان الحالية .
وفى العصر العباسى علينا أن نفرق بين مصطلحين هامين هما ( التركمان، والأتراك)، فالأول يعنى الترك الذين أعتنقوا الإسلام، فقد تلقبوا بالتركمان للتفرقة بينهم وبين الترك الوثنيين، فلما تحولت سائر الشعوب التركية للإسلام حافظ التركمان على نفس الاسم للدلالة على أسبقيتهم عن سائر القبائل التركية الأخرى فى الدخول إلى الإسلام 1.
أما مصطلح الترك : فهم القبائل التركية التى ظلت على الوثنية ولم تتحول إلى الإسلام مباشرة إلا على مراحل عدة، وكان ذلك زمن العصر العباسى الأول أما فى العصر العباسى الثانى فلم تأتى نهايته على يد المغول حتى صار أغلب الترك مسلمين2 .
وترجع أم القبائل التركية إلى الأتراك الأويغور إلا أن الأويغور كانت لهم أجسام قصيرة، وعيون ضيقة، عكس ترك الأناضول، وذلك لإختلاطهم بالعناصرالأخرى فى بطن الأناضول، وإحتكاكهم بالأجناس الأوربية ولزواجهم منهم ، ولعل أفضل دراسة قدمت عن أصول الأتراك هى ما قام بها الأمير شكيب أرسلان1 فى مقدمة كتابه "الدولة العثمانية" والذى سننقل منها بعض المقتطفات بتصرف لتوضيح هذه الأصول :
"إن الترك هم أكبر وأشهر الأمم الآسيوية، وإنهم معدودون من الشعوب الطورانية، وهم متشابهون فى الخلقة مع الصين والتبت واليابان، ولا عبرة بما تجده من سحناء أتراك الآستانة فى الآناضول، فإن هؤلاء قد توالدوا وتناسلوا فى غربى آسيا من قرون متطاولة، وأختلطوا بالأمم الأخرى كالقوقازيين والمكدونيين والأرناؤوط والروم والبلغار والأكراد والصرب، وبقايا أهل الأناضول القدماء، وتوالدوا منهم أمة لا تشبه المغول ولا الصين، ولكن الترك الأناضوليين الذين لم يختلطوا بهذه الأمم الغربية يشبهون أتراك بخارى، وخيوة، وكاشغر، وهم ذو ملامح ظاهرة الشبه مع أهل الصين والتبت والمغول ".
كان الترك منذ الخليقة مبدأهم فى جبل الذهب بين سيبريا والصين، ثم أخذوا ينتشرون فى الأقطار، فهاجروا إلى شمالى سيحون وجيحون، وإلى الشمال الشرقى من بحر خارزم، وهؤلاء هم الذين يقال لهم :
الأوراليون ، والمجر والفنلانديون أهل فنلاندة على البلطيق والبلغار فى الغرب وإلى الشمال الغربى من الصين، والخطا، وقسمهم فى الشرق ويقال لهم (المانشو والتونغوز)، وقسمهم فى الجنوب الشرقى وهم المغول .
وكان لهم مناسبات ومحاربات مع الفرس، وقيل إن هيردوت أبا المؤرخين اليونان أشار إليهم تحت اسم "تاركيتاوس" .
وقيل إن أول بانى دولة لهم هو أوغزخان بن قره خان وكان له ستة أولاد هم (كون خان، وآى خان، ويلديزخان، وكول خان، وطاغ خان، ودكز خان " .
فمن هؤلاء ثلاثة سكنوا الشرق وثلاثة سكنوا الغرب، وكان لكل منهم أربعة أولاد، فصار لأوغز خان 24 حفيداُ، وهم رؤساء القبائل التركية، وهكذا قال نسابوهم.
وفى عام 85هـ/704م غزا قتيبة بن مسلم الباهلى بالمسلمين العرب بلاد الترك، وإفتتح بخارى ومرو وخارزم وسمرقند وغيرها من المدن والبلاد، ومع مرور الزمان بدأ الإسلام ينتشر بينهم، وبدأ التركمان المسلمين يقاتلون الترك الوثنيين حتى فتحوا الكثير من البلاد وبدأ الدعاة المسلمين ينتشرون بينهم فى الأماكن التى لم يصلها فتح حتى تحولت بلادهم كلها لبقاع إسلامية، وظهر أمرهم فى العصر العباسى، ودورهم فى إحياء السنة وقتال الصليبيين والروم زمن السلاجقة والزنكيين وأبناء عمومتهم من الأكراد الأيوبيين، ومع سلاجقة الروملى والعثمانيين تحول الأناضول إلى وطن إسلامى خالص، وظهرت اللغة التركية العثمانية ذات الحرف العربى، والتى كتب بها الشعروالأدب .
وعلماء الألسن يجعلون اللسان التركى خمسة أقسام :
الأول : الإويغورى أو الجغطاى .
الثانى : التترى .
الثالث : القرغيزى .
الرابع : الياقوتى .
الخامس : العثمانى .
وليس للقرغيزى والياقوتى أدبيات فى ألسنتهم، والقرقيز مسلمون، ولكن الياقوت لايزالون وثنيين [حتى عهد الأمير شكيب عند وضعه هذا الكتاب] ،وقيل إن الياقوتى هو أصل اللسان التركى، والباقى أفرع عنه .
ويقول المدققون : ( إن اللسان التركى يشبه فى الدرجة الأولى لسان التونغوز والمانشور من الألسنة الطورانية، وفى الدرجة الثانية لسان المغول، وفى الدرجة الثالثة لسان المجر الفلانديين).
وأما فرقة القوميين الأتراك من حزب الإتحاد والترقى التى أستبدت بأمر الخلافة العثمانية فإن ما ذهبوا إليه من جعل أصل الترك هم الحيثيين فى الأناضول وغربى آسيا، وأن هذه البلدان هى لهم منذ أربعة آلاف سنة، وهم فى هذا الكشف التاريخى الجديد يستندون إلى تخمينات بعض مؤرخى أوربا المحدثين من أصحاب النظريات الوضعية الجديدة فى علم الآثار، لكن شيئاُ من هذا لم يثبت، وأكثر مؤرخى أوربا مجمعين على أن أصل الحيثيين من جهة الدم لم يثبت بعد .
ولا يعلم أحد ما فائدة أتراك أنقرة من تعليم آراء تاريخية جديدة واهية لا تستند على قواعد متينة ؟! وهل إذا كان ترك الأناضول آتين من فرغانة وسمرقند وكاشغر من ألف سنة فقط يسقط حقهم بالأناضول ؟! وأنه لابد من أن يثبتوا أن هذه البلاد بلادهم منذ آلاف السنين حتى يستحقوها؟! كل هذا من جملة الغرائب التى ولدت مع الإنقلاب الأنقراوى 1.
إن الناظر فى واقع حركة الإتحاد والترقى ليرى أن كثيراُ منهم كانوا من يهود الدونمة الذين يظهرون الإسلام ويبطنون اليهودية لكى يستطيعوا إختراق أجهزة الدولة العثمانية، لذا قاموا بتمهيد نفسى عبر وسائل التعليم فى رؤوس التلاميذ فى المدارس والكليات والجامعات والصحف زعموا فيها آراء تاريخية جديدة وكان ذلك لغرضين :
الأول : تحقيق هدف فصل أتراك الأناضول عن جذورهم التاريخية فى آسيا، وقطع علاقاتهم مع العالم الإسلامى، وتوجيه محراب العلم عندهم إلى الغرب .
الثانى : إحياء الحضارات القديمة السابقة على الإسلام بالأناضول ليس بغرض التتبع التاريخى للحضارة الإنسانية أو بغرض العبرة والعظة، ولكن لأغراض سياسية، وهى جعل علم الآثار هو الذى يثبت أحقية شعب ما فى أرض ما، أما صلات الدم والمصاهرة وتتابع تاريخ الهجرات البشرية والتآلف بين الشعوب والفتوح الإسلامية فإنهم يردون إلغائها، وبذلك يحق لكل من يلحن فى حجته أن يصرف أثراُ عن معناه الحقيقى لوصوله إليه قبل الآخرين، وأن يدعى أن له الحق فى بلد فلان، وهذا ما قام به الصرب فلا بلاد الصنجق والبوسنة وكوسوفا وبرشوه حديثاُ بالبلقان ، وما قام به الصهاينة فى فلسطين المحتلة حالياُ .
إن الغرض الحقيقى ليس نسبة الأتراك إلى الحيثيين فى الأناضول، ولكن الغرض الحقيقى فى تلك الفترة هو التمهيد فى اللاوعى لدى النشئ لأتراك الأناضول بأن ولائهم ليس للحضارة الإسلامية ولا للشرق العربى والمسلم، ولكن ولائهم الحقيقى لأوربا، وذلك بسبب موقع هضبة الأناضول المتميز بين آسيا وأوربا، وبذلك إذا حان وقت إسقاطهم للدولة العثمانية تكون قد تغيرت الأفكار التى كانت تنادى بنصرتها، فإذا حان وقت الإنهيار أجهز عليها بلا رحمة، وأما المعترضين من أصحاب الأفكار القديمة والمنادين بالوحدة الإسلامية العامة للمسلمين فى إطار الخلافة، فإن النشئ الجديد ومن خلفهم اليهود والغرب سيتولون القضاء عليهم، وهذا ما حدث على يد محاكم الإستقلال فى تركيا والتى أنشئها مصطفى كمال أتاتورك على غرار محاكم التفتيش الأسبانية فى الأندلس والتى عنى بها الإستقلال عن الإسلام والقضاء على كل مؤيد للدولة العثمانية أو منادى بأى مظهر من مظاهر الدين الإسلامى .
ومن المعلوم تاريخياُ : أن [العثمانيين أتراك، وليس كل الأتراك عثمانيين] ، ومن هذا المدخل بدأنا بالحديث عن أصول أتراك الدولة العثمانية التى نسبت إلى عثمان بن أرطغرل مؤسس هذه الدولة والمعروف بعثمان الأول وهى تعد ثانى دولة إسلامية مستقلة تنهض فى بطن الأناضول دولة سلاجقة الروملى، وذلك لكون شرق الأناضول فتح منذ آواخر عهد الخليفة الراشد الثانى عمر بن الخطاب (13-23)هـ وأوائل عهد الخليفة الراشد الثالث عثمان بن عفان (23-35)هـ بإعتباره إمتداد لأرض الجزيرة الفراتية لمنابع نهر الفرات شمال العراق .
والعثمانيون هم أحد قبائل الترك التى كانت تسكن فى بلاد وسط آسيا هذه المنطقة التى تضم عدداُ من الدول التى تعرف الآن بدول الكومنولث الروسى بعد إحتلال روسيا القيصرية لهذه المناطق الإسلامية، ولهم دور بارز فى العالم الإسلامى ففى أثناء الصراع الحربى بين الدولة السلجوقية والبيزنطيين أتت إلى الأناضول قبائل أويغورية مهاجرة من تركستان الشرقية وجنوب سيبريا هرباُ من ضغط المغول عليهم فى عهد السلطان السلجوقى علاء الدين بن كيقباد أتت قبيلة أرطغرل بن سليمان التركمانية، وكانت تتكون من أربعمائة أسرة فلما شاهدت القتال بين السلطان علاء الدين السلجوقى والبيزنطيين إندفعوا للإنضمام إلى السلاجقة فهزم على أثر ذلك البيزنطيين فجعل السلطان علاء الدين قبيلة أرطغرل تسكن على الثغور الفاصلة بين الدولة السلجوقية والبيزنطيين بالأناضول فيما يعرف بمهد الأتراك العثمانيين الأول أو إمارة الغزاة أو إمارة الثغور وفى عام 656هـ/1258م ولد عثمان بن أرطغرل فى نفس عام إسقاط التتار لبغداد عاصمة الخلافة العباسية ليدل ذلك على إستمرار شرايين الحياة فى الأمة الإسلامية ثم دخل أبوه أورخان فى خدمة السلطان علاء الدين السلجوقى فلما توفى أورخان تولى إمارة الغزاة الأمير عثمان بن أرطغرل والذى أعلن بداية عهد السلطنة العثمانية بعد وفاة السلطان السلجوقى علاء الدين وتمزق وحدة الدولة السلجوقية فى الأناضول بموته، وكان ذلك عام 699هـ/1299م ، وبدأ يسير السلطان عثمان ترك فى خطين متوازيين توحيد الناضول من جديد فى دولة إسلامية واحدة ، وجهاد البيزنطيين ، وأتخذ عثمان ترك آسكى شهر ( وهى تعنى المدينة القديمة) عاصمة أولى لدولته فلما فتحى بروسة أو بورصة وأخذها من يد البيزنطيين جعلها عاصمة دولته وهى تقع فى جنوب شرق القسطنطينية ليكون قريباُ منها تمهيدا ُ لفتحها، وكانت عاصمة الدولة العثمانية تتغير حسب إمتداد أو إنحصار مساحة الدولة العثمانية، فلما إنتقلت الدولة العثمانية إلى الجانب الأوربى وبدأت فتوحاتها فى البلقان أصبحت عاصمتها أدرنة فى الجانب الغربى للقسطنطنية وبذلك وقعت المدينة الرومانية بين فكى الرحى وبدأت تسطر خاتمة الدولة البيزنطية ونهاية العصور الوسطى الأوربية، وبعد فتح القسطنطينية على يد السلطان محمد الثانى الذى تلقب بعدها بالسلطان محمد الفاتح أصبحت عاصمة الدولة العثمانية هى القسطنطينية1 والتى تغير اسمها فيما بعد إلى إسلامبول أى دار الإسلام وذلك فى عام 857هـ/1453م .
وبعد إسقاط الدولة العثمانية شرط الإنجليز لكى ينسحبوا من تركيا على يد مصطفى كمال أتاتورك أن ينقل العاصمة لأنقرة بدلاُ من إسلامبول وأن يغير اسمها إلى استانبول والتى تعنى دار المكان، ولتشابه نغمة هذا الاسم مع اسم اسلامبول الذى يعنى دار الإسلام، وكان ذلك فى عام 1343هـ/1924م ومازالت أنقرة هى عاصمة الجمهورية التركية فى بطن الأناضول للآن .

مدارس دراسة التاريخ العثمانى

يعد دراسة التاريخ العثمانى خاصة والإسلامى عامة لهذه الدولة وفق النظريات المعاصرة من الإشكاليات، وذلك لطول عمر هذا التاريخ ولإختلاف وجهات النظر العلمية المختلفة حسب أمور دينية أو سياسية أو فكرية من هذا التاريخ، وذلك من الخطورة بمكان على التاريخ الإسلامى خلال هذه الحقبة، وذلك لكون الأفكار الشخصية أو أفكار الجماعات والمذاهب المختلفة مع التجاهل والجهل أحياناُ بقصد أو بغير قصد فى تصريف معنى المصدر التاريخى عن معناه ليدل بما لا يدع مجالا للشك أنه سوف ينتج لنا بعد فترة زمنية تاريخ غير التاريخ الإسلامى عامة والعثمانى خاصة لذا كان إختيار موضوع دراستنا فى هذا المقال "مدارس دراسة التاريخ العثمانى" و قد قسمنا الدراسة فى هذا الفصل إلى قسمين :
الأول : مدارس كتابة التاريخ العثمانى فى عهد الدولة العثمانية .
الثانى : المدارس المعاصرة فى كتابة التاريخ العثمانى .
أولاُ مدارس كتابة التاريخ العثمانى فى عهد الدولة ذاتها :
إنقسمت منهاج الدراسة فى كتابة التاريخ العثمانى فى عهد الدولة العثمانية إلى قسمين :
أ‌- كتابات المؤرخين المسلمين المعاصرين للدولة خاصة فى أوج قوتها والمؤيدين لحكمها.
ب‌- كتابات الرحالة والمؤرخين والمستشرقين الأوربيين والمهاجمين للدولة العثمانية.
ثانياُ مدارس كتابة التاريخ العثمانى الحديثة والمعاصرة :
وهى كتابات المؤرخين العرب والترك والكرد المتأثرين بالفكر القومى والصراعات من عهد السلطان عبد الحميد الثانى وحتى الآن.
أ‌- كتابات المؤرخين المسلمين المعاصرين للدولة العثمانية :
لقد إنقسمت هذه الكتابات فى بادئ الأمر إلى الكتابة بأسلوب الحوليات اليومية للدولة على نظام كتابات الحوليات الإسلامية الأولى التى تقوم بتقيم أحوال الدولة العثمانية فى اليوم والأسبوع والشهر والسنة منذ نشأت الدولة العثمانية عام 699هـ/1299م ومن أشهر المؤلفات فى هذا المضمار كتاب أبى السرور البكرى "المنح الرحمانية فى الدولة العثمانية" فى القرن ال11هـ/17م وهو يتحدث عن الدولة العثمانية منذ النشأة حتى أواخر القرن ال11هـ ، ولقد اتسمت كتابته بالجمع بين التدقيق فى الرواية المعاصر لها وبين النقل من الحوليات العثمانية القديمة التى تجمع أحياناُ بعض الأساطير ، مثل ذكره أن عثمان بن أرطغرل خان مؤسس الدولة العثمانية أنه من نسل الخليفة الراشد عثمان بن عفان (23- 35)هـ 1 ، بينما نجد أن البعض الآخر من الحواليات العثمانية التى تعرف باسم الحواليات
المخضرمة لكون مؤلفها عاصر نهاية عصر وبداية آخر مثل "ابن إياس" فى كتابه " بدائع الزهور ووقائع الدهور" ، والذى نعى فيه الدولة المملوكية الجراكسية ومآثرها (784- 923)هـ ، وعلى الرغم من ذلك تنوع قلمه بين ذكر إيجابيات وسلبيات الدولة العثمانية زمن الفتنة وحرب عصابات المماليك لها، ويفهم من دراسة ابن إياس لهذه الفترة أنها كانت فترة فتن فى بدايتها لذا حاول أن يذكر فيها الكلام المحقق الموثوق وأن يبتعد عن الإشاعات التى شاعات بين المصريين حينها واستخدم قبل رواية الإشاعة لفظة "أشيع" كثيراً ليدل على كثرة الإشاعات خلال هذه الفترة سواء من المماليك أو من جهة العثمانيين أو من جانب المصريين نتيجة الخوف من الحرب، وإن دل ذلك دل على دقته فى الرواية التاريخية، وهو المتوفى فى عام 928هـ2أى بعد دخول العثمانيين بخمس سنوات .
أما الجبرتى الذى عاصر الفترة قبل الحملة الفرنسية على مصر حتى أوائل حكم محمد على باشا فإنه يميل إلى ذكر ما سمعه وما عاصره وما أعترض عليه فى حواليات شبه يومية لذلك نقد ابن الخشاب3 المتعاون مع الفرنسيين واتهمه بالخيانة وابن الخشاب مؤلف سيرة الأمير مراد المحمدى الجورجى المملوكى، ونقد أفعال الفرنسيين مما ألحقوه بمصر من خراب ودمار، ونقد محمد على باشا لإلغائه كثير من أنظمة الدولة العثمانية، وإتجاهه للإحتكار، وعدم إيفائه بعهوده لعمر مكرم وعلماء الأزهر من إلغاء القوانين الفرنسية وتطبيق الشريعة الإسلامية .
ويوجد من بين الحواليات العثمانية ما اتجه إلى إتجاهات الرحالة مثل أوليا جلبى فى كتابه "سياحتنامه" تحقيق الدكتورة ماجدة مخلوف، والذى يعد من اروع الكتب التى تؤرخ لأحوال العمران والحياة الإجتماعية للبلاد التى زارها المؤلف ومنها مصر، وذلك لعلاجه فى البيمارستان القلاوونى بالقصبة العظمى من قاهرة المماليك، من داء العقم، فلما عاد إلى الأناضول أنجب ولد فلما بلغ معه السعى، أتى به ليزور مصر، مما يدل على ان الحياة العلمية صارت فى مصر على أكمل وجه، وينفى ما اذيع عن عداوة الدولة العثمانية للعلوم الدنيوية كما أدعى البعض .
ب‌- كتابات الرحالة والمستشرقين الأوربيين :
تميزت هذه الكتابات بالهجوم اللاذع على الدولة العثمانية ووصفها بأوصاف لاذعة، وجعلها إرهاب العالم الأوربى، وإن مدحها البعض من باب وضع السم فى العسل لكرههم لهذه الدولة التى هزمت آبائهم واجدادهم، ويقارنها البعض بالإمبراطوريتين الفرنسية والإنجليزية من حيث المساحة وطول عمر الدولة، ومن الملاحظ أن عداء الدولة العثمانية فى المناهج الأوربية خاصة كلما جنحنا إلى الشرق الأوربى ناحية اليونان و الصرب والبولنديين وغيرهم ، وذلك لكون هذه الدولة هى الخصم اللدود الذى حارب أوربا طيلة 700 عام، حتى إستطاع الأوربيين إسقاطها فى عام 1343هـ/1924م بالتعاون مع اليهود خاصة يهود الدونما1
وترجع الأسباب الرئيسية لكراهية الأوربيين للدولة العثمانية فى الآتى :
1- فتح العثمانيين لأوربا الشرقية حتى أصبحت أغلب أوربا الشرقية مسلمة طيلة أربعمائة عام ، فى نفس الوقت الذى كان يجهز فيه الأوربيون على مسلمى الأندلس .
2- محاولة العثمانيين الوصول للأندلس وتحريرها إستجابة للإستصراخات الأندلسية، وإنشائهم أساطيل البحار التى هددت سواحل أوربا أكثر من مرة .
3- دفاع العثمانيين عن بلاد المغرب العربى تونس والجزائر والمغرب الأقصى، حتى أنهم ساعدوا السعديين فى المغرب الأقصى فى موقعة وادى المخازن1 فى عام 986هـ والتى أبيد فيها الجيش البرتغالى برياً بالكامل وقتل فيها ملك البرتغال مما مكن شارل الخامس من ضم البرتغال إلى أسبانيا .
قيام المستشرقين بالتلاعب بالألفاظ المصدرية عند دراسة التاريخ العثمانى ولقد تأثر بعض المؤرخين والكتاب العرب بهذه المصطلحات ودونوها دون وعى فى أبحاثهم، فنجدهم يستبدلون كلمة "خلافة " بلفظة "إمبراطورية " لنفى صفة العدل عنها وإلصاقها بصفة الدكتاتورية ، تسميتهم للوجود العثمانى فى البلدان العربية بـ"الإحتلال" دون النظر إلى الفهم المتفازيقى للفكر فى التاريخ الإسلامى، وذلك لأن قاعدة التاريخ الإسلامى [ لا تسقط دولة إسلامية ، إلا وحلت أخرى محلها وتقوم بدورها فى إستكمال الوظيفة العقائدية للدولة السابقة] .
محاولة الأوربيين تأسيس مدارس تجزيئية للتاريخ العثمانى، وتمجيد حركات التمرد على الوحدة الإسلامية العامة، والتى كانت تأخذ الدعم الأوربى مثل الدعم الروسى لجوزيف أو على بك الكبير بعد إعلان إسلامه كما يقال، أثناء حركته الإنفصالية مع داهر العمر فى الشام، وذلك لتخفيف ضغط الجيوش العثمانية على الجيش القيصرى الروسى فى أثناء مهاجمة روسيا لبلاد القرم الإسلامى ومحاولة الإستيلاء عليها للوصول إلى المياه الدافئة على البحر الأسود .
وفى هذا الإتجاه يذكر الدكتور محمد عفيفى – أستاذ التاريخ العثمانى – بجامعة القاهرة ، (تعرض تاريخ الدولة العثمانية منذ البداية، وحتى النهاية لتداخل الأيديولوجيات المختلفة معه بحيث أصبح فى نهاية الأمر مجموعة تحيزات، ساهمت فيها إتجاهات فكرية متباينة، وتأتى فى أولى هذه الإتجاهات المدارس الإستشراقية، حيث نظرت هذه المدارس منذ البداية إلى التاريخ العثمانى نظرة معادية للعديد من الأسباب المرتبطة بعلاقة هذا التاريخ بالتاريخ الأوربى ) .
فقد كان فتح القسطنطينية عام 857هـ /1453م، ذو أثر نفسى بعيد المدى فى الغرب الأوربى، والذى حمل الدولة العثمانية الميراث التاريخى للصراع بين الغرب والشرق .
وزاد الأمر مرارة فى نفوس الأوربيين فتح العثمانيين لأثينا عاصمة الأسكندر المقدونى ومهد الحضارة الإغريقية، وسائر بلاد اليونان، ثم حصارهم لـ" فينا " عاصمة إمبراطورية الهايسبرج الرومانية الغربية المقدسة لدى الغربيين .
لذا حرصت المدارس الإستشراقية فى معالجتها للتاريخ العثمانى على تهميش هذا التاريخ ، ورسم صورة ذهنية منفرة له ، صورة " الإنحطاط ، والقسوة ، والعنف " ، قبل وصول الرجل الأبيض لهذه المنطقة لإلتهام ولايات الدولة العثمانية، واحدة بعد أخرى ، لذا حرصوا فى كل بلد مهدوا فيه للإستخراب والإحتلال على التهيئة الذهنية لهذه المجتمعات على تقبل الإحتلال والوصايا، وحاربوا لأجل ذلك فكرة كون الدولة العثمانية دولة الخلافة الإسلامية والدعوى إلى كون العثمانيين محتلين وذلك ليرسخ فى الأذهان أن الأوربيين أخذ البلاد العربية وغيرها من المحتل العثمانى بمعنى آخر أنه تم إستبدال إحتلال بآخر .
فالتاريخ الحديث لمصر يبدأ مع وصول الحملة الفرنسية إلى مصر عام 1212هـ/ 1798م، حملة التنوير كما يقال، والتاريخ السابق هو فترة مهملة ، فالتاريخ الوسيط ينتهى بسقوط دولة المماليك فى عام 923هـ/1517م، بينما التاريخ الحديث يبدأ مع الحملة الفرنسية على مصر، ويتم تصوير الفترة السابقة على الحملة الفرنسية على أنها فترة ظلام فكرى وعلمى.
وتاريخ الجزائر قبل الإحتلال الفرنسى أى الفترة العثمانية هو تاريخ القرصنة الوحشية ضد أوربا، بينما ترفض المدرسة التأريخية الجزائرية الوطنية الآن هذه المقولة، وترد عليها بأنها " تاريخ الجهاد البحرى" لتأكيد دور رؤساء البحر المسلمين فى مواجهة عربدة الأساطيل الأوربية منذ القرن الـ 10هـ/ 16م فى المياه الإسلامية فى بلاد المغرب العربى، ومحاولة الدولة العثمانية إنقاذ ما تبقى من مسلمى الأندلس بعد قرار التنصير الجبرى فى عام 1602م ثم قرار الإبادة والطرد ناحية الدول الأوربية والعالم الجديد على يد محاكم التفتيش 1609م، لكى يهلك مسلمى الأندلس مما أدى إلى تدخل الدولة العثمانية للدفاع عن الثغور الإسلامية فى المغرب، وإنقاذ أكثر من 70 ألف مسلم من مسلمى الأندلس ونقلهم إلى الجزائر1 ، لذا توجهت دراسات القنصليات الأجنبية إلى جمع كل ما يمكن الوصول إليه من تاريخ الحضارة الإسلامية، من مخطوطات وغيرها وتصدت لهذا الدور النمسا حتى أصبحت مكتبة "فينا" الآن تحوى مليونين مخطوط إسلامى فى مختلف العلوم الدينية والدنيوية وهى تعد الآن أكبر مكتبة مخطوطات إسلامية فى العالم، والمراكز البحثية الآثرية التى أنتشرت تدرس الآثار الإسلامية خاصة المدرسة الفرنسية فى مجال الآثار الإسلامية، وذلك لفهم طبيعة العقلية الإسلامية خاصة خلال العصر العثمانى وذلك لعدة أسباب :
1- جعل العمران الإسلامى تراث إنتهى، وأنه لا يصلح للعودة للحياة مرة أخرى، وذلك لكون العمران مادة مؤثرة فى النفس والجوهر كما أنه مادة عمرانية تحصينية للمدن ضد أى محتل، لكون المدينة الإسلامية تبنى على ثلاث طبقات (الساباط العلوى، والعمران على ظاهر الأرض، والعمران فى باطن الأرض) مما يصعب إختراقها .
2- كون العمران الإسلامى صياغة تطبيقية لواقع الشريعة الإسلامية فى حياة المسلم، وذلك لكون العمران موجه للنفس البشرية للحفاظ على العوراتوالأعراض، وفظهرت المشربيات والساباطات الخشبية بين أسطح المبانى للنساء و الباشورة (المدخل المنكسر).
3- القضاء على فكرة صلاحية التجديد فى العمران والفنون الإسلامية فمثلاُ يوجد فى الفنون والعمارة الإسلامية صبغة عامة، فكلما إنتقل الفرد من بلد إلى آخر شعر بأن هذا أثر إسلامى بينما عند التركيز يلاحظ أن لهذا الأثر صبغة خاصة به نابعة من بيئته التى يوجد بها، ولكن مع التوجيه الإسلامى للمعمار والفن بصياغة مدنية ، وذلك لكون الإسلام موجه للفنون والعمارة ، وليست الفنون والعمارة موضحة للدين كالفنون الدينية السابقة على الحضارة الإسلامية كالفنون البيزنطية والساسانية والفنون الفرعونية والعراقية القديمة قبل الإسلام والفنون الأوربية الحديثة بعد الإسلام، لذا فإن الفرد إذا ذهب إلى أى مسجد إسلامى فى أوربا أو أمريكا وجده المرأ يشبه مساجد الشرق، ولكن لم ينبع هذا التصميم من المزج بين الحضارة الأوربية الغربية مع الحضارة الإسلامية فتكون نموذج جديد يعبر عن دمج هذه الحضارات فى الحضارة الإسلامية بحكم التوجيه فتنبع من ميراث الشعوب الأوربية مع مراعاة قواعد الفن والمعمار الإسلامى، لذا وجدت هذه الهوة الحضارية فى الفكر بين الشرق والغرب منذ عام 1343هـ/1924م وحتى الآن، وما مشكلة مآذن سويسرا فى عام 2009م منا ببعيد.
ومما سبق يظهر لنا خطورة دراسة التاريخ العثمانى فى ضوء المدارس الإستشراقية، وذلك لأنها غيرت مفهوم الدولة العثمانية فعندما نقول الدولة العثمانية ، لا نقصد تركيا فقط بل نقصد العالم العربى مع تركيا والقوقاز والبلقان والقرم وجزر البحر المتوسط لكون المجتمع والمؤثرات والدولة واحدة خاصة فى ظل ربقة الدين الواحد .
ثانيا مدارس التاريخ العثمانى الحديثة والمعاصرة :
لاحظت الدول الأوربية أن التدمير المباشر للدولة العثمانية لا يجدى لأنها متحدة الكيان فصارت فى ثلاثة خطوات رئيسية :
1- تفجير الداخل العثمانى عبر الأقليات والنعرات القومية .
2- إعادة صياغة مناهج التعليم على أسس بعيدة عن فكر الدولة العثمانية الإسلامى لكى يناحر المجتمع العثمانى بعضه بعضا خاصة فى ظل عصر السلطان عبد الحميد الثانى
3- الحروب المتتالية من قبل الدول الأوربية على الدولة العثمانية بأسلوب الأدوار والتوزيع بينهم كى لا تستطيع الدولة العثمانية أن تتقدم فى مضمار الحضارة الإسلامية خاصة والإنسانية عامة .
لذا قام المستشرقون فى هذا المضمار بدراسة المحاولات الإنفصالية عن جسم الخلافة العثمانية فى مصر والشام زمن على بك الكبير وداهر العمر وفى لبنان زمن بشير المعينى الدرزى الأول والثانى، ثم فى تحالفات الأقليات المذهبية المختلفة المشتركة مع الدول الأوربية برابط الإعتقاد والمصالح، لذا إتجهت الدول الأوربية فى هذه المرحلة إلى تشجيع التربية الشعوبية والإنفصالية لأجيال الولايات العثمانية التى إحتلت من قبل القوى الغربية، فبدأ ذلك فى مصر منذ عهد محمد على باشا (1805-1848) م عبر البعثات فعاد رفاعة الطهطاوى ينادى بالدستور بدل الشريعة وبالوطنية بدل الوحدة الإسلامية فى كتابه تلخيص " الإبريز فى زيارة باريز" ، ثم بدأت الفكرة تظهر فى الشام على يد جورجى زيدان وأدبياته، وبطرس البستانى بلبنان، وعبد الرحمن الكواكبى حفيد إسماعيل الصفوى، والذى استخدم لأول مرة فى تاريخ المصادر الإسلامية كلمة "إستبداد" بمعنى "دكتاتور" على الرغم من كون هذه الكلمة تعنى فى المصادر "المسيطر الحازم القائم بتنظيم أمور البلاد" ، وليس الحكم المطلق فى السلطة دون الرجوع لأهل الحل والعقد، وألف فى ذلك كتابه الشهير "طبائع الإستبداد" ثم تعجب لأنه لم يقيم فى الشام تحت ضغط السلطان عبدالحميد الثانى، وذلك لكون السلطان كان ينادى بالجامعة الإسلامية لتوحيد كلمة الأمة فى وجه الأطماع الأوربية تحت راية الدولة العثمانية 1 ، فبدلا من الإصلاح مع السلطان نادى بالخلافة والقومية العربية فى وقت زحف الإحتلال الغربى على الشرق، وبذلك تخفف الضغط عن المنادين بالقومية العربية من غير الطوائف الإسلامية، وساعد القومية العربية على الظهور حركة التتريك التى ظهرت فى الدولة العثمانية بعد خلع السلطان عبدالحميد الثانى على يد الإتحاد والترقى من يهود الدونما منذ عام 1909م ضد العرب، وفى خلال هذه الفترة ظهرة فكرة فصل الدين عن الدولة والتى ظهرت على البارات "السكة" العثمانية فى أواخر عهدها وكتبت عليها شعارات الثورة الفرنسية (حريت ، مساوات ، عدالت)، فكان من آثار ذلك الثورة العربية الكبرى للمناداة بالشريف حسين بن على خليفة للمسلمين بدلا من السلطان العثمانى مقابل وعد شفوى من الإنجليز وبتخطيط من الجاسوس الإنجليزى لورانس العرب الملقب لدى الأوربيين "بملك العرب الغير متوج" ، فالناظر إلى مؤرخى العرب خلال هذه الفترة يجدهم يتحاملون على الدولة العثمانية التى لم يكن لها من الأمر شئ فى ظل قيادة يهود الدونمة لها، بينما نجد أتباع يهود الدونمة من المؤرخين العالمنيين يوصفون الدولة العثمانية بالتخلف والرجعية، أضف إلى هؤلاء كل المتأثرين بالفكر القومى والتبعية الفكرية للحضارة المادية الأوربية ، لذلك نجدهم فى كتابتهم يسندون كل ما هو ماضى مضئ فى تاريخ بلدانهم إلى حقبة الإحتلال الغربى، وكل ما هو سيئ إلى فترة الخلافة العثمانية لذا نجدهم مثلا يقولون "الحملة الفرنسية على مصر والإحتلال العثمانى" .
ثم ظهرت مدرسة التأريخ الماركسية ذات الصراع الطبقى والتى نادت بتفسير التاريخ الإسلامى على أساس مادى وفق نظرية الصراع والبقاء للأقوى 1.
وذلك رداُ على مدرسة التأريخ الأوربية الرأس مالية البرجوازية الطبقية فى تفسير التاريخ الإسلامى فإستخدموا مصطلحات لها مدلولات ومعانى مختلفة فى المصادر والعصور الإسلامية، على أنها ذات معنى واحد، مثل كلمة "إقطاع" كمرادف للكلمة الإنجليزية "Feudalism" وهذه الكلمة لها معنى مختلف فى المصادر والحضارة الإسلامية عن الأوربية فهى تعنى تحديد الأرض للبناء عليها، وتعنى فى العصر الأيوبى(567-647)هـ، والمملوكى البحرى (648 – 784)هـ أن يكون كل أمير مسئول أمام الدولة عن إصلاح محافظة ما فى إنتاج معين يعين الناس والجيش وقت السلم والحرب، وتعنى فى العصر العثمانى المتأخر الملكيات الزراعية الكبرى وما يترتب عليها من فكرة العزب والوصايا، والتى كان نتيجة إلغائها أن تحولت مصر من دولة مصدرة للقطن والقمح إلى دولة مستوردة لهما مثلاُ ، بينما الإقطاع الأوربى يعنى أن الأمير الأوربى يملك الأرض والناس ولا يعطى لهم سوى الكفاف فهم عبيد له .
ثم نضيف إلى كل ما سبق بعض المؤرخين السلفيين أو المتأثرين بالمدرسة السلفية فى التاريخ الذين يهاجمون الدولة العثمانية لحربها للدعوة السلفية نيابة عن إنجلترا وفرنسا بيد محمد على باشا وبالتعاون مع الخبراء الفرنسيين العسكريين، إضافة إلى سيطرة البدع والخرافات على الكثيرمن القوى الإسلامية فى الدولة العثمانية آواخر هذا العهد مما دفع الكثيرين لمهاجمته1
ومما سبق يتبين لنا أن الإختيار المنهجى الأمثل لدراسة التاريخ العثمانى هو دراسته وفق المدرسة الموضوعية للتاريخ مثبتين إيجابيات الدولة وسلبياتها دون التحيز إلا للحقيقة التاريخية العلمية، وفق معطيات البحث التاريخى المعتمدة، وتفسير العصر حسب فترته الزمنية دون المقارنة بالفترة المعاصرة إلا فى ضوء الإستفادة والتجربة، وذلك لكون التاريخ حلقة وصل بين الأجداد والآباء والأبناء والأحفاد .

سلسلة مباحثات التاريخ العثمانى

التمهيد
علينا أن نشير فى مبدأ بحثنا عن حضارة الدولة العثمانية إلى عبارة حاوية المعانى تغافل عنها الكثيرون, و إن علمها المشتغلون ألا و هى أن(العثمانين أتراك, وليس كل الأترك عثمانين).
و لقد اختلفت الروايات التاريخيه حول أصول الأتراك غير أنهم أنقسموا الى قسمين الأول ترك الشرق بداية من تركستان الأويغور بقسميها الشرقى والغربى حتى شمال إيران و حدود القوقاز أما القسم الثانى فيتمثل فى ترك الغرب أى منطقه هضبه الأناضول حتى الجزء الأوروبى من إسلامبول و مدينه أدرنه أى حوالى 22ألف كيلو مترمربع داخل شرق أوروبا فى بلاد البلقان.
و السؤال الذى يطرح نفسه هل الترك هم أهل بلاد الأناضول الأصلين؟!
إن الناظر إلى واقع بلاد الناضول وموقعها التضاريسى ليدرك بما لا يدع مجالاً للشك أن هذه المنطقة كانت معبراً وحدا فاصلا بين الشرق و الغرب و ذلك لأنها مفتاح الوصول الى فارس و بلاد الهلال الخصيب(العراق و الشام) و شبه الجزيره العربية و عبر البحر المتوسط الذى كان يحمل اسم بحر الروم الى مصر، وذلك لكونها مفتاح الوصول إلى فارس وبلاد الهلال الخصيب [العراق والشام] ، وشبه الجزيرة العربية ، وعبر البحر المتوسط الذى كان يحمل اسم بحر الروم إلى مصر ، وتذكر المصادر التاريخية قيام عدة حضارات فى بلاد الأناضول القديمة أشهرها حضارة الحيثيين الذين دارات بينهم وبين المصريين القدماء معركة قادش الشهرية فى عهد رمسيس الثانى من الدولة الفرعونية الحديثة ، ورغم ظهور الحركة التأريخية العلمانية التى جعلت من الترك هم الحيثيين، وتبنت فى ذلك علوم ونظريات الغرب، إلا أن المكتشفات الأثرية لم تجزم بالقطع إلى الآن على كون الترك هم الحيثيين، ولا ينفى ذلك الوجود التركى فى بلاد الأناضول منذ أقدم العصور لكون الترك وذلك لكون منطقة الأناضول منطقة معبر بين بلاد الترك والهلال الخصيب وأوربا ، ويرى صاحب كتاب "تاريخ القسطنطينية وأصل الترك" أن الترك هم أصل سكان الأناضول ،وأنهم غلبوا على أمرهم زمن إمبراطورية اليونان فى عهد الإسكندر المقدونى لكونهم ممالك وقبائل متفرقة ، ثم ورث اليونان الرومان والبيزنطيين فى حكم الترك بالأناضول وإستمر الوضع على هذا المنوال حتى ظهر الإسلام واعتنقه الترك وبدأت حروب الفتح والإسترداد منذ السلاجقة للأناضول، حتى عادت بلاد الأناضول إليهم من جديد، على يد العثمانيين، والذين يرجع إليهم الفضل فى إستكمال مشروع السلاجقة فى تحويل الأناضول إلى هضبة إسلامية خالصة، وذلك بالقضاء على الدولة البيزنطية بدخول السلطان محمد الفاتح العثمانى عاصمتهم القسطنطينية فى عام 857هـ/1453م
وتحويله كنيسة آيا صوفيا إلى مسجد ردا على تحويل الأسبان مسجد بنى الأحمر الجامع بغرناطة إلى كنيسة، ولكننا فى هذه الدراسة الوجيرة لن نتطرق إلى التاريخ العثمانى من الناحية التفصيلية لأحوال الدولة العثمانية من النشأة إلى السقوط، بل نسير فى هذه الدراسة إلى دراسة عدد من المباحث التى وقع إختيارنا عليها، ونتمنى أن تكون هذه المباحث بداية فتح الباب لدراسة إشكاليات التاريخ العثمانى المبهمة دراسة تفصيلية مثل مناقشة الأسباب الحقيقة فى إغتيال الخليفة سليم الثالث وعبدالعزيز خان، ومن المعلوم لدى الباحثين أن التاريخ العثمانى تاريخ حافل من الصعب حصره فى بحث واحد لأنه يمثل سبعمائة عام منها أربعمائة عام قامت فيها الدولة العثمانية بمقام الخلافة الإسلامية عوضا عن الخلافة العباسية المملوكية فى القاهرة منذ عام 923هـ / 1517م، ولا يجوز إتخاذ نظرة جزئية عند دراسة هذا التاريخ، بمعنى آخر دراسته من وجهة نظر بعينها دون الإلمام الشامل بسائر الأحداث سواء كانت نتائج هذه الدراسة سلباُ أو إيجاباُ ، أو قصرها فى الدراسات الجزئية لكل بلد على حدى، لأننا عندما نقصد الدولة العثمانية لا نقصد تركيا فقط بل نقصد بها تركيا والبلقان والقوقاز والقرم وجزر البحر المتوسط والهلال الخصيب ومصر واليمن وجزيرة العرب وشمال أفريقيا ماعدا المغرب الأقصى.
إن المطلوب لدراسة التاريخ العثمانى لكل قطر وتفسيره فى إطار التاريخ العام لهذا العصر أن تقوم مجموعات بحثية فى تخصصات عدة من التاريخ والجغرافيا والآثار وأقسام اللغات الشرقية التركية والفارسية والألبانية والبوسنية العربية بدراسة تاريخ هذه الدولة فى كل قطر على حدى ثم تتبادل هذه المجموعات الأبحاث العلمية والمناقشات، وذلك لأنها تحقق الوحدة الترابطية العضوية للدولة العثمانية وتجعلنا ندرس تاريخها من وجهة نظر العصر الذى تعيش فيه تلك الدولة، لا من وجهة نظرنا الحالية، مما ينتج عنه تصحيح النظرة العلمية والتأريخية للتاريخ العثمانى، وذلك لتحقيق أهداف الدراسة العلمية الموضوعية التى تبعد كل البعد عن التحيز لطرف دون آخر إلا للتحيز للحقيقة العلمية، ومن هنا وقع الإختيار على عدد من المباحث الإختلافية التى قلما ندر فيها قلم يكتب، محاولين أن نظهر حقائقها العلمية بوضوح ونرجوا أن نكون وفقنا فى عرض هذه النقاط على الوجه الأمثل .
والله ولى التوفيق

الخبرة الفنية

بحث علمي
عن كيفية التعرف أو التفريق بين الأثر الأصلى والأُثر المقلد أو الحديث
أولا : بالنسبة للتماثيل أو ا لاوشبتيات أو أي نوع من التماثيل أو الجعارين أو مسارج أولوحات ..الخ
1- أولا نوع الحجر : يمكن أن يكون الحجر المستخدم حجر قديم خالي من أي نقوش أو رسومات أو اي كتابات ويتم اعادة استخدام هذا الحجر وتشكيلة مرة أخرى على أي هيئة سواء لوحات منقوشة أو مناظر ترسم أو كتابات بالنقش الغائر أو النقش البارز أو استخدام هذا الحجر ليتم حفره على هيئة تماثيل .. الخ فهذا يعتبر غير أثري ويعتبر حديث لماذا ؟
أ- لأن النقش الذي يتم على الحجر القديم هو نقش حديث ولهذا يعتبر قطعة غير اثرية .
ب- القطعة الحجرية القديمة التي لايوجد عليها نقشا لاتعبر اثرية لانها خالية من أي نقش أو مناظر أورسومات نحتت عليها بالنقش البارز أو الغائر في فترة ا ستخدام الحجر القديم قديما ولهذا لاتعتبر اثراً .
جـ-النسب الموجودة على المناظر لابد نشاهدها ونلاحظها وهذه النسب يجب أن تلاحظ تمثلاً الوجه لاحظ .
مقاسات العين وبعدها عن الجانبين يجب أن تكن متساوية فمثلاً :




د- ملاحظة حسب الأرجل والأصابع أو أي مناظر مرسومة أو كتابات تلاحظ النسب الخاصة بها .
*بالنسبة للألوان :
بعد التأكد من أن اللوحات أو التماثيل الملونة أنها حجر أثرى لاحظ الألوان هل هي ألوان قديمة أم حديثة ولكن كيب أعرفها ؟
1-قطعة قماش صغرة مبللة بالماء وأمسح الألوان الموجودة عليها فإذا وجدتت أن الألوان مسحت أو بهتت على القماش تبقى القطعة غير أثرية وحديثة ومقلدة .
- ومما سبق يتضح لنا الأتي :
1-الألوان إذا بهتت ومسحت وظهرت على القطعة المبللة تبقى القطعة الملونة مهما كانت وقتها في في النقش أو الرسم أو المناظر غير أثرية فهي مقلدة وحديثة وتسمى تقليد متن بدقة فهي غير أثرية حديثة الصنع .
ثانياً :
توجد تماثيل أو لوحات منقوشة أو عليها كتابات تكون معمولة صب على قوالب تشبه الجرانيت أو تشبه الجرانيت الوردي كيف ؟
أولا يتم طحن حبيبات من بدرة الجرانيت أو الرخام يتم طحنه ويتم تجهيز القالب المراد صبه ويتم وضع مواد لاصقة لهذه الحبيبات أو البدرة عليها مادة لاصقة مثل :
(الكلا ) التي تستخدم في لصق الاحذية أو الجلود أو اي مواد لاصقة اخرى مثل الغراء ولكن كيف تعرف أن هذا الاثر قديم أو حديث الصنع ؟
بالخبرة فإذا شاهدته من أول ملاحظة يمن أن تحكم عليه انه اثرى أوغير أثري .
ويتم اكتشاف ذلك بالآتي :
1- استخدام الولاعة وقربها إلى هذا الأثر إذا لاحظت وجود روائح تنبعث منه نتكون هي المواد اللاصقة وتكون القطعة غير أثرية .
2- إمسك آلة حادة تشبه ا لسكين واكشط به القطعة ولاحظ البدرة الساقطة مه اذا كانت حديثة يبقى الاثر حديث ايضاً .
3- لاحظ النسب التشريحية للاثر وهي المسافات بين العينة أو الأزرع أو الاكتاف أو الأرجل أو الرأس ودقة النقش .










ثالثا : القوالب :
توجد قوالب قديمة وقوالب معمولة حديثوهذه القوالب لتماثيل أو لتمائم .. الخ
وكانت هذه القوالب مصنوعة من الفخار أو الحجر الجيري ومعموله لاشكال مختلفة ومقاسات مختلفة وتستخدم هذه القوالب على النحو التالي :
1- يتم عمل عجينة من البوليستر (عجينة البلاستيك ) وتتم صب هذه العجينة على القوالب لصنع اي تمثال أو لوحات تحتاجها وتكون هذه اللوحات أو التماثيل دائماً مفرغة من الداخل ووزنها خفيف .
عن طريق استخدام عجينة البوليستر مفرغ من الداخل يتم عمل الآتي :
1- عمل قوالب ضخمة لتماثيل وتوابيت كبيرة
وبأشكال وأحجام مختلفة من البوليستر .
2- هذه القوالب معمولة ومنقوشة
من الداخل بكتابات سواء هيروغليفية
أو إسلامية ... الخ
4- يتم تلوين البوليستر بألوان ذهبية تشبه الذهب وإذا شاهدتها تقول عليها ذهبية من أول لحظه أو من اول وهلة ويكن تلوين الأشياء المصبوبة في قوالب البوليستر بألوان مختلفة تجعل التماثيل أو اللوحات تشبه الاصل تماما .
* تكيف تعرف أن هذا الاثر مصنوع من البوليستر ؟
أولا ً : منهم أثر مصنوع من البوليستر مصوب وغير مفرغ ويقول عليه نماذج ولك ما صنع حديثاً يسمى نماذج تشبه الاثر أو مقلدة .
وهذا يعني أن كل ماهو مصنوع من البوليستر نماذج مثل النماذج المعروضة في محلات خان الخليلي 90% منها من البوليستر أو عجائنه من بدرة الجرانيت المعجونة بمواد لاصقة مثل الغراة أو الكلا أو من البوليستر وهي عجينة " البلاستيك "
ولذا فلابد من :
1- إستخدام الولاعة وقربها إلى حافة هذا الانموذج أو الأثر فإذا ظهرت روائج يكون مصنوع من البوليستر أو عجائنه بها مواد لاصقة كما أوضحنا سابقاً بالأعلى أي مواد الغراة أو الكلا وهي العجائن .
وهذه العجائن يستخدمها المبلطين لمحارة البلاط أو السلالم ويسمى ما زيكو وهي عجينة .
-يوجد قطعة حجرية من الحجر الجيري الاصفر أو الرملي أو الجرانيت الاسود " البازلت" أو الجرانيت الوردي المنقط بنقط حمراء نلاحظ مع هذه نشاه النسب التشريحية للنحت وللرسم وللنقش سوف يظهر لك وأمامك الآتي :
1- إذا كانت العلامات المكتوبة مثلا كلمة ( ان ) لاحظ عدد السنون ولاحظها في موقع آخر ( أن ) سنجد أن الاول 4 سنون مثلا والثاني 5 سنون وهذا يدل على أن الأثر الموجود أمامك ومنقوش غير أثرى وحديث ومحفور حديثاً .
2- ستجد أن هذه القطع المعمولة حديثاً يتم وضعها داخل الزرايب التي تكون للحيوانات وتدفن في هذه الزرايب سوف تجدها بعد شهر تقربياً تأخذ اللون القديم ، فاذا شاهدتها ستجدها قديمة ومن أول وهلة تحكم عليها أنها قديمة ولكن غيرك قد يحكم عليها .
بأنه يشك فيها ، وآخر يحكم عليها بأنها حديث كيف تعرف ذلك ؟
كما أشرت لك من قبل إستخدام آلة حادة مثل سكين أو مفك بسنون أو مسمار صلب واكحت هذا الشئ الموجود أمامك سوف تشاهد نزول براده أي بيده حديثة فيدل ذلك على أنها قطعة غير أثرية .
2- استخدام الولاعة ايضا على هذا الشئ وحركها في جهات مختلفة إحتمال تظهر رائحة المواد اللاصقة وهذا تأكيد ثاني على أنها غير أثرية .
3-اذا كانت عليها ألوان أو أردت أن تتأكد من لونه الاصلى أمسحه بقطعة قماش مبللة بالماء وإذا نظفت تماما وظهر مسح الألوان أو الكمخة ( هي اللون المعطى للقطعة لتعطيها أقدمية الزمن ) على اساس إذا شاهدتها تقول عليها أنها أثرية وحديثة .
* أما بالنسبة للبرونز :
كان يتم صناعة التماثيل الاوزيرية فيه إلى اوزيدبس أو يظهر عليها التاج الأوزيري .





- وقد تشاهد في المعاينات الآلاف من هذه التماثيل المصنوعة من البرونز الحديث ويتم وضعها في حظائر لمدة اسبوعين إلى شهر تقريبا وهي مدفونه بهذه الحظائر ثم ترفع من الأرض بعد ذلك لتجد البرونز قد اخذ شكل البرونز القديم تماما وإذا شاهدته سوف تحكم عليه بأنه قديم تماما وهو في الاصل حديث فكيف تكشف ذلك ؟
1- تحاول تنظيف بآلة حادة كمشرط صلب أو مفك له سن عريض للكحت على الطبقة الخارجية .
2- أو استخدام الولاعة أو أي نار وأمسك هذا التمثال البرونزي على هذه الولعة من أي جانب سوف تتساقط هذه الكمخة الحديثة الخضراء الناتجة من الردم في أرضية الحظائر .
3- وضع هذا التمثال البرونزي المصدي أي عليه طبقة الصدأ الخضراء في حمض الكبريتيك لمدة يومين أو ثلاثة حتى يأكل الحامض الصدأ الموجودة على التمثال ويتساقط وظهر التمثال الأصلي للبرونز ويكون أحمرا أو أصفر غامق يكون بذلك حديثاً ووزنه ثقيل جداً على اليد رغم حجمة الصغير .
4- لاحظ أن التمثال البرونزي الاصلى يتم كشفه ومعرفته على النحو التالي :
أ- أولاً يكون خفيفاً في الوزن وليس ثقيلاً في الوزن كما وفي التمثال الحديث الثقيل
ب- يتم تنظيفة بوضعه في حمض الكبريتيك لتنظيفة بمعرفة المرمم فقد لوحظ أن الصدأ لايسقط الا بعد مدة قد تزيد عن 15 يوماً ويظهر الصدأ في الحمض وممكن أن يأكل الحمض الأجزاء المتأكلة من التمثال من كثرة وجود الصدأ عليه .
جـ- أذا كانت نسبة الصدأ غير كبيرة يمكن تنظيفة ايضاً بالحمض ويظهر هذا التمثال البرونزي بعد تنظيفة لان هذه التماثيل مصنوعة من البرونز .
ملحوظة :
1-لاتوجد تماثيل نهائيا مصنوعة من الحديد في تاريخ مصر القديمة نهائياً .
2-يوجد تمثال واحد ضخم من الفضة تم تصنيعة في تاريخ مصر القديمة وهو تمثال بالحجم الطبيعي لملك " بيبي الثاني " ثاني ملوك الاسرة السادسة من الدولة القديمة .



-ملحوظة :
التاريخ المصري القديم مقسم إلى 30 أسرة على النحو التالي :
1- عصر ما قبل الاسرات :
أ- العصور الحجرية :
ب- العصر الحجري الحديث مثل حضارة بين سلامة والمعادي وحلوان (1 ، 2 ) ، ونقادة (1 ، 2) وهما حضارتين في محافظة قنا حضارتين إلى مقوعين أطلق عليهم اسم نقادة (1) ، نقادة (2) .
2- العصر العتيق ويضم : ا لأسرتين الأولى والثانية ويسمى العصر التاريخي .
3- عصر الدولة القديمة : من عصر الاسرة الثالثة حتى الاسرة السادسة .
4- عصر الاضمحلال والضعف ( الاسرات من 7 – 10 ) .
5- عصر الدول الوسطى ( الاسرات من 11-12) .
6- عصر الاضمحلال والضعف الثاني ( الاسرات من 13 – 17 ) .
7- والاسرات من (14 – 16 ) حكم الهكسوس .
8- الاسرة ( 17) حكم بيد اسرة طيبة وحكم الهكسوس .
9- الاسرات ( 18-20) الدولة الحديثة .
10- الاسرات (21-25) عصر الاضمحلال الثالث والضعف للاسرة (21) العصر الليبي ، الأسرة (25) العصر النوبي .
11- الاسرة (26) العصر الصاوي عصر النهضة وإحياء البعث في الحضارة المصرية القديمة ومؤسسات الملك " بسماتيك الاول " .
12-الاسرة (27) الحكم الفارسي .
13-الاسرة (28-29 – 30) ثورات المصريين ضد الفرس ودخول الاسكندر مصر .






العملات :
من مواد " برونز " فضة ، بيلون ، ذهب ، رصاص ، .
* العملات من الديلون "هي الفضة الرديئة التي بها شوائب "
أولا ً العملات المصنوعة من البرونز أو أي قطعة عملة لاحظ النقش والكتابات هل فيها تنسيق أم فيها أخطاء .
ثانياً : من مشاهدتك للعملة تجد أن النقش او الرسومات الموجودة عليها على الوجة وعلى الظهر تجد المناظر بها مقلوبة وهي بذلك تدل على أنها غير أثرية .
ثالثاً : يمكن الكشف عن العملات الغير اثرية بحكها بآلة حادة كما أوضحنا من قبل أو حكمها على البلاط سوف تجد أن الاطراف تلمع وهذا يدل على أنها حديثة .
رابعاً : وجود عملات عليها صدأ من البرونز ما يعرف باسم الكميخة وفي المعاينات إكتشفنا وجود عملات من الرصاص مزورة غير اثرية معمولة بمعرفة اليهود وهي :
عملة منقوش عليها نجمة داود الساسية .
وذلك لأن اليهود أذعوا في كل الدنيا أن لهم عملات اثرية في مصر وجدت في قسم الجمالية عند شارع الحفر وقد تبين أن عليها صدأ الكمخة وهذه العملات غير اثرية ووالدي كان رئيس هذه اللجنة .
- بالنسبة للعملات الإسلامية :
تبين وجود عملات إسلامية ذهبية وفضية ونحاسية وقد تبين أن العملات مكتوب عليها الشهادة ..الخ أوضربت في الاسكندرية . ( روماني – بيزانطي ويكون عليها الـ (+) صليب + HB
بالنسبة للعملات البيزنطية :
إذا وجد بالعملة (HB , + ) العملة بيزنطية فوراً أو تخص مصر لوحدها وهي ظهرت هذه العملة في العصر المسيحي المصري في عصر الروماني البيزنطي .





الأوراق البردية
أوراق البردي الموجود في كثير من المحلات والمنتشرة في العالم كثير منها حديث مثل التي تباع في خان الخليلي في محلات البازارات كلها أوارق يردي حديثة عليها مناظر ورسومات حديث وآيات قرآنية .
-وقد ظهرت ايضاً أوراق بردي مصنوعة من قشر الموز ولونه غامق نوعا ما عن البردي المبيض والمائل إلى اللون الاصفر وهذا الورق ايضا غير أثري .
- أما البردي الاصلي :
هو ورق بردي مكتوب عليه باللغة المصرية القديمة سواء باللغة الهيروغليفية أو الديموطيقية أو الهيراطيقية بالمداد الأسود أو الأحمر ويمكن أن تعرفها من قدمها ويمن التمييز بينها وبين الأصل .
ملحوظة :
يجب زيارة التحف الاسلامي والمسيحي القبطي والمصري ورؤية الصور الموجوة في الكتب ومصورة فيها أوراق البردي حتى تأخذ العين عليها وتلاحظها وتشاهدها .
-أوراق البردي دائماً ما تجد فيها اجزاء مفقودة وممكن ان تكون سليمة ولكن تشاهد الكتابات بدقة ولاحظ الفرق بين الحروف والكلمات المكتوبة وإذا لحظت وجود كلمات متشابهة ولكن كتابتها مختلفة فمثلاً .
في هذه الحالة نحكم عليها بأنها مقلدة .
-وايضا أوراق البردي المكتوبة عليها باللغة العربية في الآثار الإسلامية ممكن تشاهدها ايضاً وبالتمعن فيها والتدقيق تحس بحسك الداخلي أنها أثرية أو غير اثرية أو معمولة حديثاً .
-وايضاً ورق البردي الحديث أو المصنوع من الموز يتم الكتابة عليه ويوضع ايضا في الحظائر لمدة ليأخذ لونه القديم حتى يتم بهذه الطريقة خداع السياح ولكن بخبرتك كما أوضحنا من قبل بقطعة مبللة بالماء من القماش وتمسحها سوف تجد هذه الكمخة تسقط بسرعة وتنظفها سوف تكتشف أنها حديثة ومقلدة .



الفخار
-هناك كسرات من الفخار مكتوب عليها بالمداد الأسود أو الأحمر وتسمى " اوستراكا "
ومنها حديثة أيضا تكون مكتوبه في محلات خان الخليل وهي نادرة .
-الأوني الفخارية :
الأواني البيضاوية والجزء العلوي اسود
ولونها قرمزي محمر يكون عصرها ماقبل
التاريخ عصر حضارة بنى سلامة والمعادي .. الخ
-ومنها نوع يكون أسود ايضاً ومصقولة ناعمة اللون القرمزي أو الأحمر أو الاسود ، وبعضها عليه رسومات .
-ويوجد أواني عليها آلهه منحوته على الإناء من الخارج خاصة الإلهة " بس " وتشبه القطة وهي ترجع إلى العصر المتأخر .
- ويوجد أواني فخارية ممكن تميز القديم منها من المقلد الحديث .
- الفخار القديم نجده عند كحته بأي آلة حادة مثل المشرط أو السكين ينزل منها تراب بعد فترة وتكون جامدة أي بصعوبة ولونها قديم والتراب قديم .
أما الحديث فنجد عند كحت هذه الأواني الحديثة الفخارية أنها تكون سهلة الكحت ونجدها لونها فاتح وحديث والفخار أنواع كثيرة
وينطبق ذلك على المسارج الاسلامية والفرعونية والرومانية و البيزنطية والمسيحية القبطية )
المسارج البيزنطية ( قبطية )
عليها فوق الفوهة على البدن وما يحيط بالفتحة الأشكال الآتية .
1- سعف النخيل .
2- ضفدعة .
3- عناقيد العنب
4- زخارف تؤدي معنى الصلب على هذا الشكل .



5- قاعدة المسرجة يظهر بها علامات الصانع أما المسارج القبطية فيها بروز وتأخذ نفس الاشكال .
*المسارج الرومانية :
يكون عليها زخارف هندسية على هيئة خطوط فقط وعلى القاعدة علامة الصانع .
- ولها أمثلة معروضة في متحف الفن الإسلامي والمسيحي القبطي .
*يوجد عملات اسلامية مقصوصة منها أجزاء مقطوعة وخاصة الفضة وغالباً ما ترجع إلى العصر العثماني وبعضها فيه ثقب مخرومة والحواف مشرشرة .
- أما البدرات : تشبه العملات وهي صغيرة وبها ثقب في الوسط وهي ذهبية أو فضية وكانت ترمي أو ترش في الافراح .
- وأول ما ظهرت هذه البدرات ظهرت في فرح بنت الأمير الطولوني بمصر " خماروية " قطر الندى " على الخليفة العباسي في بغداد وثم توزيع وترش هذه البدرات الذهبية على ضيوفها في هذا العرس الذى أدى إلى خراب الخزينة المصرية .
ملاحظات :
1- لايوجد تماثيل في العصر الفرعوني أو الروماني من الحديد نهايياً .
2- لايوجد إلا تمثال واحد من الفضة وهو تمثال بيبي الثاني عصر الدولة القديمة وثاني ملوك ا لاسرة السادسة ويوجد في المتحف المصري بالدور الأرضي قاعة عصر الدولة القديمة .
3- لايوجد تماثيل مصنوعة من الرخام في عصر الدولة الفرعونية نهائياً ولكن بعضها من الألباستر المصري لان الرخام لم يستخدم في مصر إلا في عصر الدولة الرومانية ويوجد منه تماثيل من أحجار لونها أحمر بالمتحف اليوناني بالأسكندرية .
الأخشاب
1- الاخشاب القديمة إذا تم حكمها بآلة حادة يظهر القدم عليها .
2- الحديثة يتم وضعها في اماكن الحظائر وفي أي مكان تدفن لإضفاء الكمخة عليها لتعطيها القدم .
3- والخشب الخالي من الرسوم أو النقوش لايعتبر أثرى لان القطعة الأثرية من الفن الموجود عليها .
4- خشب خالي رغم نقشة يعتبر غير أثري لان الخشب المستعمل وهو خالي وتم إعادة نقشة رغم أنه قد يكون قديم غير أثري .
5- والخشب الحديث إذا تم كشطة بأي آلة حادة مثل مشرط " مشرط الترميم مثلاً " يظهر أنه حديث من كشطة وظهور نشارة الخشب الحديثة عليه ويظهر تلميع الخشب وقد يغطى الخشب بمواد تعطية اللون القديم كذلك إلاأنه يمجرد كشطة يكشط بسهولة ايضا وهذا واضح في التوابيت وفي الشبابيك والأبواب و المشربيات الاسلامية .
ملحوظة :
إذا وجدت أي قطعة حجر أو خشب خالية .
أ- من أي نقوش تعتبر غير اثرية لعدم وجود نقش او رسم عليها .
ب- إذا أعيد استعمالها ونقشت أو رسمت ويتم استخدامها تعتبر أثرية لان الخشب أو الحجر القديم إذا أعيدوا أستخدامهم لايعتبروا أثراً لماذا ؟
وذلك لأن الأثر تم تقيمة وأهميته بغية الموجود عليه من نقش أو رسم بمعرفة الفنان القديم الذى مضى عليه مئات السنين .
مثلا : باب أو شباك اسلامي أو كرسي للشيخ أكشف عنهم بالكحت بآلة حادة وإذا وجدت خشب جديد تبقى الخشب قديم وهكذا .
الأجسام العضوية
الأجسام العضوية مثل الأخشاب والكرتوناج ( وهو عبارة عن كتان جبس ) والفخار
ويتم تحديد عمر هذه الاشياء على الكربون المشع (12) وعن طريق هذا الكربون يتم تحديد العمر الزمني لهذه الاجسام أو الاشياء وبهذه الطريقة يمكن معرفة إذا كانت قديمة أو حديثة .
-أما الكرتوناج : فهو يصنع من الكتان + الجبس ويتم وضعه على المتوفى سواء على الوجه أو على الجسم كله ويتم تشكيلة بالألوان والرسوم التي تبين صاحبها من أجل ان تتعرف الروح أو " الكا " على صاحبها عند زيارته .
وإذا وجدت الكرتوناج من الكتان والجبس يكون اثرى وقديم أما إذا وجدته من الخيش الجبس يكون مقلدا وحديثاً وغير أثري .


الخلاصة :
*نستخلص مما سبق الآتي :
1- لابد من زيادة المتاحف والوقوف أمام الأشياء المصنوعة من الأخشاب أو الفخار أو الأحجار أو المعادن الثمينة للتأكد والتمعن بأسلوب الفن القديم من صنع المصري القديم مع المقارنة مع الحديث .
2- ملاحظة الكتب التي تختص بالفنون حيث يمكن مشاهدة ما تحويه من صور للآثار يمكن النظر إليها بتمعن حتى يمكن أن تثبت في الذهن وفي المخ من كثرة المشاهدات
-ويوجد في المكتب العديد أو الكثير من هذه الصور .
3- قد يتبين اثناء المعاينات أن القطع قديمة من أول نظرة لها ولكن عند إستخدام الطرق السابقة بإستخدام قطعة مبللة لمسحها أو تنظيفها وظهور الألوان على هذه القطعة المبللة ذلك على أنها غير أثرية .
4- استخدام آلة حادة للكشط مثل مشرط الترميم أو سكين الفواكه أو أي آله حادة أخرى مثل المفك أو مسمار أو كحت به الحجر أوالخشب وإذا ظهرت البرادة الحديثة أو النشارة الساقطة الحديثة تكون للقطعة غير اثرية لأنها وستكون لينة غير جامدة عند كحتها أما القديمة فتكون جامدة وللألوان لاتمسح ابداً .
5- إستخدام الولاعة عند أقرب جزء منها وأسفل الاثر أو القطعة فإذا أنبعثت أدخنة أو أبخرة تكون حديثة .
6- استخدام الكربون المشع (12) في مركز البحوث أو الصيانة التابع للمجلس الاعلى للاثار " الترميم " للتحديد العمر الزمني لجميع الأشياء العضوية بما فيها العمر الزمني للانسان ايضاً .
7- أما المتشر حالياً أو كل الموجود في المحلات والبازرات في خان الخليلي مصنوع من البوليستر وهوعجينة البلاستك أو من بدرة الرخام أو الجرانيت وعليها مواد لاصقة تلاحظ وجود تعاريج غريبة على الاثر من الخارج وهي مواد لاصقة غير اثرية .





بالنسبة للعملات اليونانية والرومانية والبيزنطية :
-العملات اليونانية تسمى عملات "G,R"
أي يوناني روماني
يوناين G : GREEK
روماني R: ROMANY
-العملات في العصر اليواني :
*تجد العملات حجمها كبير وهي من :
البرونز ، الذهب ، الفضة ، الرصاس
ويكون على الوجه الإله زيوس ويظهر على الوجه شعره المنكوش




أما الظهر للعملة :
فنجد به الصقر طائر أو ناشر جناحية ، وأحياناً نجد صقرين طائرين ، ونقول أنهما طائران فوق صاعقة .
- في بعض العملات نجده علىالوجه صورة وجه الأمبراطور وعلى الوجه الآخر أشكال للألهه المختلفة أو مناظر للمدن أومناظر لقصور ولكن الغالب في هذه العملات نوعين مشهورين هما :
1- على الوجه للمسكوكة رأس الأمبراطور وعلى الظهر صورة طائر الصقر طائر فوق صاعقة .
2- على الوجه رأس الأمبراطور وعلى الوجه الآخر طائرين يطيران فوق صاعقة وهي ايضا للصقر .
3- على الوجة الآلة زيوس وعلى الظهر نجد مناظر مختلفة لمدينة روما أو اثينا أو لإلهه مختلفة .

* ملحوظة هامة :
" لاتوجد عملات فرعونية نهائياً "
-وماذا سألت أوسألك أي فرد أي سؤال عن العملات الفرعونية ؟ أنفى نهائيا لأنه لايوجد وقول له الآتي :
1- أول العملات كانت قد ظهرت في دولة " ليديا " في أسيا الصغرى وكان على وجهها آلهه رومانية وبعضها كان عليها الآلهة المصرية وكانت تدفع كأجور للمرتزقة اليونان الذين تم تجنيدهم لمحاربة الفرس وكان ذلك في عهد الأسرة 28 ، 29 ونجحوا في إخراج الفرس من مصر .
5- هذه العملات ممكن أن نجدها مشرشرة أوبدون شرشرة .
6- بعض العملات نجد عيها وجوه للفلاسفة اليونان والرومان والفيلسوف يمكن أن نتعرف عليه بذات الذقن الكبيرة الطويلة .

إمارة قازان

تقع مدينة قازان على نهر الفولغا قبل إلتقائه برافده نهر كاما على خط عرض مدينة موسكو56 شمالا إلى الشرق منها وعلى بعد 730كيلومترا منها وقد كانت من ضمن أرض بلغار على أطراف بلاد المسلمين ، وهدمت من قبل الروس فى عام 802 هـ/1399م ، وقلت سيطرت خانات سراى عليها بعد تيمورلنك وبعد فرار الخان محمد ألوغ من أخيه بعد أنتصاره عليه فر محمد ألوغ إلى قازان وكانت فى تلك الفترة المدينة خراب على عروشها فطلب الخان محمد ألوغ
من التتار والبلغار والجوفاش المقيمين بالقرب من قازان السكن فيها فأطاعوه ، وبدأت الحياة تدب فى المدينة من جديد ، ولما أستتب حكم محمد ألوغ فى قازان بدأ فى الإنتقام من حلفائه الروس الذين تخلوا عنه فى أثناء المعركة ضد أخيه خان سراى محمد كجيم فهاجم موسكو ثلاث مرات كان آخرها عام 850 هـ/ 1446م حيث حاصر موسكو وكاد أن يفتحها وخارت قوى القادة الروس لو الخيانة حيث قام أحد قادة التتار وهو شوبان بن جوجى بإيعاز من الروس بفرض سيطرته على قازان عاصمة محمد ألوغ مما دفعه إلى رفع حصاره عن موسكو وعودته إلى قازان بالجيش وبالفعل إستردها وبعد ذلك حمد الله محمد ألوغ ومن على بطريق موسكو الآسير بإطلاق سراحه ، لكن سرعان ما دب صراع بين محمود بن محمد ألوغ وأبيه أنتهى بمقتل محمد ألوغ مؤسس قازان الجديدة وفر أخوة محمود إلى موسكو وأستمر الخان محمود يحكم قازان حتى عام 872 هـ/1468م وخلفه إبنه الأمير إبراهيم فى تلك الآوانه هاجم الأمير قاسم قازان بجيش كبير من الروس فى عهد إيفان الثالث الإ أن الأمير قاسم توفى فى أثناء حصار قازان مما دفع الجيش الروسى إلى العودة إلى موسكو بعد أن أحرقوا أطراف مدينة قازان ثم توفى إبراهيم خان بعد مهاجمته بلاد الروس ثأرا لما حدث لقازان وتولى الأمر بعد إلهام خان الإ أنه لم يكن أهلا لتدبير الملك مما ساعد أخيه محمد أمين على الأستنجاد بالروس مما دفعهم لدعمه بجيش كبير على أمل أن تتبعهم مملكة قازان وما حولها تمهيدا للزحف على القرم على البحر الأسود وبالفعل أنتصر الروس ودخلوا قازان بالقوة وعينوا عميلهم محمد أمين حاكما على المدينة عام 893هـ/ 1489م غضب أهل قازان لما حل لمدينتهم وذلك لأن حاكمهم بعد أن كانوا يختارونه بأنفسهم أصبح يعين من الخارج وخاصة أنهم أصبحوا أتباع بعد أن كانوا هم المتبوعين فراسلوا ماموق خان الشيبانى للمجئ لحكم قازان وخلع محمد أمين فأستغاث الآخير بالروس فأمدوه بجيش كثيف فهرب ماموق خان من أمامه الإ أن أهل قازان قاموا بالثورة وخلعوا محمد أمين الذى فر إلى موسكو وعينوا ماموق خان الإ أنه أستبد بالحكم مما دفع أهل المدينة بالثورة عليه وراسلوا الروس بأن أهل المدينة يريدون عبد اللطيف خان حاكما عليهم فوافق الروس فر محمد أمين من بلاد الروس وجهز جيشا كبيرا من أهل القوقاز وزحف على قازان وأخذها من أخيه عبد اللطيففى عام 908هـ/1504م وأراد محمد أمين الأنتقام من الروس لأنهم خزلوه وحاول ضم موسكو بالقوة إلى حكمه مما أدى إلى ظهور عداء طويل الأمد بين موسكو وقازان من أواخر عهد إيفان الثالث حتى فترة حكم واسيلى الرابع والذى كانت المعارك بينه وبين أهل قازان سيجالا وفى تلك الآوانه أطلق الروس سراع عبد اللطيف خان فعاد إلى قازان فعينه أخوه محمد أمين وليا للعهد غير أنه قد توفى فى عام 924هـ/1518م وتوفى بعده بعام محمد أمين خان ولم يكن لهما عقب فعين الروس على قازان أحد عملائهم فيها وهو من أعيان التتار وهو شيخ على عام 925هـ/1519م ورفضوا طلب خان تتار القرم بتعين صاحب كراى خانا على قازان وهو أخو محمد أمين وذلك لولائه لخان القرم فخشى الروس من عودة وحدة إمارات التتار مما يهدد أحلامهم التوسعية الإ أن أهل قازان أعلنوا الثورة وعينوا صاحب كراى خانا عليهم وتوحدت جيوش قازان والقرم وبدأ الهجوم على الروس الذين حاولوا غزو قازان بمساعدة شيخ على بالقوة فأعلن صاحب كراى فى قازان تبعيته للخليفة العثمانى فى إسلامبول وذلك بعد إحراق الروس قازان وعين نائبا عنه على المدينة وهو صفا كراى حيث يذهب للخليفة العثمانى سليمان القانونى ليأتى بالقوة وفى تلك الآوانه لم تحدث معارك أنهكت الحرب قوى أهل قازان فسار وفد من أمرائهم لمقابلة واسيلى الرابع وعرض الصلح عليه فوافق ولكن بشرط تعين جان على حاكما على قازان وخلع صاحب كراى وصفا كراى فوافقوا لأنهاء الحرب وكان ذلك فى عام 939هـ/1533م غضب خان القرم لما حدث لأبن أخيه صفا خان وهاجم بلاد الروس وراسل بعض الأمراء فى قازان فثاروا على جان على وخلعوه وعينوا بدلا منه صفا خان وأتحدت قازان والقرم من جديد وقامت بينهم وبين الروس حرب شرسة عام 943هـ/1537م ثم جرى صلح بين الطرفين فى عهد إيفان الرهيب الذى وافق على الصلح ليأهب نفسه لإكتساح قازان والقضاء على حكومتها المستقلة التى تتبع الأقوى من وجهة نظره وهاجم الروس قازان وعينوا شيخ على بالقوة عام 953هـ/1547م وفر صفا كراى إلى القرم ثم ثار أهل قازان وعينوا على أنفسهم صفا كراى من جديد عام 956هـ/1550م الإ أنه توفى فى نفس العام وبذلك أصبحت قازان بلا خان فطلب أهل قازان من حاكم القرم تعين كراى سلطان بن صفا خان حاكما عليهم لكن الروس رفضوا ذلك وهاجموا قازان بالقوة وعينوا شيخ على بحد السيف مما دفع قادة جيش قازان بالثورة على شيخ على عام 958هـ/1551م وراسلوا الخليفة العثمانى فى إسلامبول سليمان القانونى والذى راسل مرزا يوسف خان النوغائية والبلدان المجاورة أن يتحدوا تحت راية التوحيد وألا يفضلوا مصالحهم الدنيوية على الآخرة وألا يتركوا أهل قازان وحدهم أمام الروس بقيادة إيفان الرهيب فتلكأ فى القبول أول الأمر ولكن عندما علم أن الروس ينون التوسع فى بلاده ساعد أهل قازان وأرسل لهم جيشا بقيادة محمد خان مع جيش القرم وتولى أمر قازان محمد خان بناءا على رغبة أهلها ولكن شيخ على الخائن رفع الروح المعنوية للروس لخبرته فى الحرب وقال لهم (قاتلوا فى الشتاء تغلبوا أهل قازان) فتشجع إيفان الرهيب وكانت حربا مريرة بين الروس وقازان أنتهت بسقوط قازان فى قبضة الروس فى 24شوال959هـ/2تشرين الأول1552م وبذلك تكون المدة التى عاشتها قازان مستقلة 118سنة .

العلوم الإنسانية

تعتبر العلوم الإنسانية من العلوم العصرية التى تهتم بدراسة الإنسان وحضارته فى مختلف العصور البشرية دراسة تفصيلية تحليلية دقيقة من خلال ما خلفه الإنسان من تراث فكرى وفنى ومعمارى حضارى عبر الآثار المنقولة من المخطوطات البردية والورقية والنقوش والتحف الفنية وأدوات الإستعمال اليومية، والآثار الثابته من المبانى المعمارية المختلفة، وقسم الفقهاء المسلمون العمارة الإسلامية إلى أربعة أنواع رئيسية هى البناء الواجب، وهو ما استلزم القيام به فى تخطيط المدينة ولا إستغناء عنه لتكوين شكل المدينة مثل المساجد والأربطة والحصون والأسوار والجسور وقناطر السدود وغيرها، والبناء المندوب، كالمآذن والأسواق، والبناء المباح، كالمساكن والحوانيت للإستغلال مع بيان القواعد التى تحكم هذا من البناء بإعتبار أن شأناً فيه، والبناء المحظور كبناء حوانيت الخمور والدعارة والكنائس فى محلات المسلمين وغيرها
وتهدف دراسة العلوم الإنسانية فى مجال علم الآثار إلى إحياء الماضى وبعث صورته من جديد فى إطار ما وصلنا من مواد أثرية تفيد فى سد ثغرات المدونة التاريخية لحياة الإنسان البشرية وتعيد رسم صورة متكاملة له عبر التاريخ المادى، وتؤكد على قاعدة حوار الحضارات لا صراع الحضارات، والحضارات البشرية على نوعين الأولى حضارة بعث وهى الحضارات المادية البحته قبل الإسلام، والثانية حضارة وحى وبعث وهى الحضارة الإسلامية فالوحى القرآن الكريم والسنة النبوية، والبعث بالإستفادة من الحضارات السابقة مع ترك ما يخالف الإسلام وذلك عبر التوجيه الإسلامى للفنون والعمارة وكافة شئون الحياة فالفنون والعمارة الإسلامية فنون حضارية دنيوية تربط بين الدنيا والآخرة ولكنها ليست فنون دينية تعبر عن الدين بمفهومه عبر الصور والرسوم والتماثيل كالأديان المختلفة السابقة على الإسلام فالتوجيه الفنى والمعمارى للإسلام هو أن تكون الصورة غير مجسمة ولا تكون محاكية للطبيعة فلا يتحقق فيها منظور البعد الثالث والأفضلية فى القرون الثلاثة الأولى لأستخدام الزخارف النباتية والهندسية والكتابية على الترتيب ثم فى العصور المتأخرة الزخارف الحيوانية والطيور المحورة لعدم مضاهاة خلق الله لحديث عبد الله بن عباس عندما سأله أحد الناس فى الكوفة إنى أعمل بالرسم والتصوير والرسول "صلى الله عليه وسلم" :" أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون، يأتى بهم يوم القيامة فيقال لهم أحيوا ما خلقتم" وليس لى حفرة أعملها غيرها فقال له الإمام عبد الله بن عباس عليك بهذا وأشار بيده إلى الأورق النباتية، لذلك الإسلامية ليست إقتباس من الحضارات السابقة ولكنها جمع بين العناصر المختلفة كحبيبات اللؤلؤ المتامسة وشجرة الحياة الساسانية وكيزان الصنوبر وزهرة الأكانتس البيزنطية بأسلوب هندسى وحسابى بديع وتطوير كتطوير عناصر الشرفات المسننة وإبتكار كإبتكار الطبق النجمى بأجزائه وأشكاله المختلفة، ولم تبلغ أمة من الأمم أوحضارة من الحضارات فى فن من الفنون مثل ما بلغته الحضارة الإسلامية فى إتقان الخط العربى والذى بلغ أوجع مجده فى العصر المملوكى والعثمانى، أما فى إطار المعمار والتخطيط فقد هدف المعمار الإسلامى إلى أن دفع المجتمع المسلم إلى تطبيق أحكام الإسلام عبر التخطيط للشوارع والدروب والطرقات والأزقة والحارات وغيرها وذلك عبر تقسيم وتوزيع التكوينات المعمارية فلا يقع على الشارع الرئيس أى باب دخول لمنزل بل أبواب الدخول فى فى الحارات الجانبية ولا يكون باب فى مواجهة آخر لحماية العورات ولتطبيق قاعدة عدم كشف الضرر كذلك استخدم عمر بن الخطاب نظام الباشورة المدخل المنكسر فى مداخل المنازل لحماية الأعراض لأهل المنزل عند فتح الباب من اعين المارة فى الطرقات.
وإمعانا فى التواصل الحضارى بين الحضارات المختلفة قبل وبعد الإسلام فإننا لم نقتصر فى عمل هذه المدونة على الحضارة الإسلامية فقط بل ضمت الحضارات السابقة قبل الإسلام وذلك لتتبع التطور الفنى والمعمارى للعناصر المادية ومدى تطورها فى الحضارة الإسلامية وأتمنى أن تنال هذه المدونة إعجاب القراء والباحثين والله ولى التوفيق